أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الجمعة 4 مارس/آذار 2022، مسؤوليته عن هجوم انتحاري على مسجد في بيشاور بشمال غربي باكستان، خلَّف 56 قتيلاً على الأقل، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس نقلاً عن وكالة أعماق الدعائية التابعة للتنظيم.
وكالة أعماق وفق ما نقلته وكالة فرانس برس، قالت في بيان، إن عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية فجَّر "حزاماً ناسفاً شديد الانفجار" في أحد مساجد الشيعة بمدينة بيشاور شمال غربي باكستان بعد إطلاقه النار على عنصرين من الشرطة الباكستانية؛ ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر.
تفجير يقتل العشرات في باكستان
التفجير خلَّف وراءه 56 شخصاً على الأقل وأصيب 194 بجروح، وذلك قبل لحظات من بدء صلاة الجمعة في مدينة بيشاور الباكستانية (شمال غرب)، في اعتداء يعد الأكثر دموية بالبلاد منذ عام 2018. ووقع الانفجار في منطقة كوتشا ريسالدار في بيشاور، ليدمر المسجد من الداخل، فيما تناثر الزجاج المحطم في الشوارع.
في السياق ذاته أوضح الناطق باسم حكومة إقليم خیبر بختونخوا محمد علي سيف، لـ"فرانس برس"، أن الانفجار كان "هجوماً انتحارياً"، بينما روى العديد من الشهود الوقائع لحظة التفجير.
فقد شاهد عليّ أصغر، رجلاً يدخل إلى مسجد قبل صلاة الجمعة، حيث "فتح النار من مسدس" على المصلين "واحداً تلو الآخر… ثم فجَّر نفسه". وقال شاهد آخر يدعى زاهد خان: "رأيت رجلاً يطلق النار على عنصرَي شرطة قبل أن يدخل إلى المسجد. بعد ثوانٍ، سمعت صوت انفجار قوي".
كما قال رئيس وحدة تفكيك المتفجرات في بيشاور، راب نواز خان، لـ"فرانس برس"، إن المهاجم فجَّر خمسة إلى ثمانية كيلوغرامات من "مادة تي إن تي TNT عالية الانفجار" محشوة بكريّات؛ لمضاعفة أثرها المدمر.
فيما شاهد مراسل "فرانس برس" الأشلاء متناثرةً في موقع الهجوم، حيث حاولت الشرطة منع أفراد عائلات الضحايا، الذين بدا عليهم اليأس من الاقتراب.
في سياق متصل، فلطالما استُهدفت بيشاور، الواقعة على بُعد 50 كم فقط عن الحدود مع أفغانستان، باعتداءات منذ مطلع العقد الماضي، لكن الوضع الأمني تحسن كثيراً في السنوات الأخيرة.
إدانات دولية
في حين أدانت تركيا والأمم المتحدة ودول عربيةٌ التفجير، وأعربت وزارة الخارجية التركية عن تعازيها لأسر الضحايا ولباكستان حكومةً وشعباً، وأسفها العميق لوقوع قتلى ومصابين في التفجير.
حيث قالت تركيا، في بيان، وفق ما نقلته وكالة الأناضول: "ندين بشدة، هذا العمل الإرهابي الشنيع، وندعو بالرحمة للضحايا، والشفاء العاجل للجرحى، ونقدم التعازي لباكستان الصديقة والشقيقة، حكومة وشعباً".
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التفجير، وفق المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وقال دوغاريك: "يجب أن تكون دُور العبادة ملاذات لا أهدافاً"، لافتاً إلى أن غوتيريش "يقدم التعازي لمن فقدوا أحبّاءهم، ويعرب عن تضامنه مع شعب باكستان".
كذلك، أدانت الإمارات "بشدة"، في بيان لوزارة خارجيتها، التفجير معربةً عن "استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية".
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن إدانة المملكة "التفجير الإرهابي" ووقوفها إلى جانب باكستان، مؤكدةً موقفها "الرافض لاستهداف دُور العبادة وترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء".
أما في الأردن، فأدانت وزارة الخارجية والمغتربين "التفجير الإرهابي الجبان الذي يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والدينية"، مشددة على "وقوف المملكة وتضامنها المطلق مع جمهورية باكستان".
كذلك، أدانت مصر "التفجير الإرهابي"، بحسب بيان لوزارة خارجيتها، معربة عن "تضامنها ووقوفها مع باكستان في مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة".
من جانبها أدانت وزارة الخارجية الكويتية التفجير وفق بيان، مؤكدةً "تضامنها مع باكستان، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها".
كما أدان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي التفجير، قائلاً في تغريدة: "الخزي والعار للمجرمين الإرهابيين أعداء الدين والإنسانية".
في السياق ذاته، حث مكتب المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، في بيان، حكومة باكستان على "اتخاذ إجراءات لحماية المشردين، خاصةً الأقليات الدينية، من استبداد وجرائم الجماعات الإرهابية".
كما أعرب الأزهر الشريف كذلك عن "إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي البغيض على بيت من بيوت الله"، مشدداً في بيان، على أن "تفجير المساجد إفساد في الأرض ومحاربة لله ورسوله، ويدل على تجرُّد مرتكبيه من أدنى معاني التدين والرحمة والإنسانية".