انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشدة، الجمعة 4 مارس/آذار 2022، حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بسبب رفضه طلب أوكرانيا بفرض حظر جوي كامل فوق أراضيها، في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لهجوم روسي واسع منذ أيام.
زيلينسكي وصف في بيانٍ قمة حلف "الناتو" التي انعقدت في بروكسل بأنها "ضعيفة ومشوشة"، وقال إنه رغم معرفة "الناتو" بأنه لا مفرّ من هجمات جديدة وسقوط ضحايا "تعمّد الحلف اتّخاذ قرار عدم حظر المجال الجوي لأوكرانيا".
أضاف زيلينسكي: "اليوم أعطى الناتو الضوءَ الأخضر لمزيد من القصف على المدن والقرى الأوكرانية، برفضه فرضَ منطقة حظر جوي".
كان زيلينسكي قد جدد يوم الخميس، 3 مارس/آذار 2022، مطالبته بفرض حظر جوي كامل فوق بلاده، للمساعدة في صدِّ الهجوم الروسي، وردَّ الحلف بالرفض يوم الجمعة.
الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج، قال في مؤتمر صحفي: "لسنا جزءاً من هذا الصراع"، وأضاف: "مسؤوليتنا تقتضي ضمان ألا يتصاعد ويمتد خارج أوكرانيا، لأن ذلك سيكون أشد خطراً وتدميراً وسيتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية".
في السياق ذاته، اعتبر زيلينسكي أن قدرة بلاده على الصمود تحمل أهمية كبيرة من أجل أوروبا، وقال إنه في حال "لم تقف أوكرانيا على أقدامها فلن تقف أوروبا أيضاً، فإن سقطنا نحن فأنتم ستسقطون أيضاً؛ لذلك لا تصمتوا رجاءً".
كذلك دعا زيلينسكي السكان إلى الخروج ودعم أوكرانيا، وقال إن "نصر كييف سيكون نصراً لكل العالم الديمقراطي وحرية بلاده".
مناطق تحت سيطرة الروس
بالموازاة مع ذلك حققت روسيا تقدماً ميدانياً، حيث سيطرت قواتها الجمعة، 4 مارس/آذار 2022، على محطة زاباروجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، في هجوم أثار الانزعاج في أنحاء العالم، وقالت واشنطن إنه يُنذر بكارثة، لكن مسؤولين قالوا في وقت لاحق إن المنشأة صارت آمنة.
اندلع قتال في أماكن أخرى بأوكرانيا، حيث حاصرت القوات الروسية عدة مدن وقصفتها في الأسبوع الثاني من الهجوم.
كذلك تجدَّد الهجوم على العاصمة كييف مع وجود رتل روسي متوقف على طول الطريق منذ أيام، وسُمع دوي الانفجارات من وسط المدينة، بحسب وكالة رويترز.
في الوقت نفسه، تتعرض مدينة ماريوبول الساحلية في الجنوب الشرقي للحصار والقصف، وقال رئيس بلدية المدينة، فاديم بويشينكو، أمس الجمعة، إنها أصبحت بلا ماء ولا وسائل تدفئة ولا كهرباء، وإن الطعام نفد بعد خمسة أيام من الهجوم، وأضاف: "نتعرض ببساطة للدمار".
كانت روسيا قد حققت أكبر تقدم لها في الجنوب، حيث استولت على أول مدينة أوكرانية كبيرة، وهي خيرسون، الأسبوع الفائت، وتفاقم القصف في الأيام الماضية بمدينتي خاركيف وتشرنيهيف بشمال شرق البلاد.
يفر الأوكرانيون غرباً، ويتزاحم الكثير منهم في لفيف، بالقرب من الحدود البولندية، وبحسب وكالة رويترز فإن هناك أكثر من مليون شخص يطلبون اللجوء في غرب أوكرانيا والدول المجاورة، منذ 24 فبراير/شباط 2022، عندما أمر بوتين بتنفيذ أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
يُشار إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قوبلت بردود أفعال غاضبة بالعالم، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.