أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، مساء الخميس 3 مارس/آذار 2022، أنها ستفتح "خط اتصال مباشر" مع الجيش الروسي، وذلك بهدف تجنب التصعيد والحسابات الخاطئة بين الجانبين، في ظل استمرار تأزم الأوضاع بأوكرانيا.
حيث نقلت صحيفة "تايم" الأمريكية عن مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى، قوله إن خط الاتصال من شأنه "منع سوء التقدير والحوادث العسكرية والتصعيد في شرق أوروبا".
المسؤول الدفاعي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أضاف: "أنشأت وزارة الدفاع مؤخراً خطاً لحل النزاع مع وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس/آذار، لأغراض منع الحسابات الخاطئة والحوادث العسكرية والتصعيد".
قضايا أمنية حرجة
كما لفت المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده "تحتفظ بعدد من القنوات؛ لمناقشة القضايا الأمنية الحرجة والطارئة مع الروس".
فيما تقول الولايات المتحدة إنه ليست لديها قوات في أوكرانيا، لكنها وحلفاء بحلف شمال الأطلسي في أوروبا "قلقون من تداعيات محتملة وضمن ذلك الحوادث العسكرية"، حيث تشن روسيا أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المصدر ذاته.
كانت شبكة (إن.بي.سي) الأمريكية أول مَن تحدث مؤخراً عن هذه الخطوة.
إنشاء "آلية لمنع الاشتباك"
كان المتحدث باسم "البنتاغون" جون كيربي، قال في مؤتمر صحفي، الإثنين 28 فبراير/شباط الماضي، في مقر وزارة الدفاع، إنهم يبحثون خيار إنشاء "آلية لمنع الاشتباك"؛ للحيلولة دون وقوع مواجهات وحوادث محتملة بين روسيا والولايات المتحدة وقوات الناتو في أوروبا الشرقية، مستدركاً: "لكن الروس غير مهتمين بهذا الموضوع بعد".
حينها أشار كيربي إلى أنه لا يعرف ما إذا كان سيتم التحكم في آلية منع الاشتباك المحتملة من قبل الناتو أو الولايات المتحدة، مبيناً: "ليست لدينا قرارات ملموسة في هذه المرحلة بهذا الصدد، وليس هناك ما يشير في الوقت الحالي من الروس إلى أنهم مهتمون بالبحث عن هذه الخيارات".
رفض حظر الطيران في أوكرانيا
في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الولايات المتحدة لا تخطط لفرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، لأن هذا الأمر قد يتسبب في اندلاع حرب مع روسيا.
ساكي أضافت في مؤتمر صحفي، الخميس، أن إعلان منطقة حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، نزولاً عند طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يفرض على واشنطن تطبيق الحظر، مؤكدةً أن "هذا الأمر معناه إسقاط الجنود الأمريكان للطائرات الروسية، ما قد يكون سبباً مباشراً للحرب بين واشنطن وموسكو"، مشيرة إلى أن بلادها لا ترغب في ذلك.
كما استبعدت احتمال إخراج روسيا من مجلس الأمن الدولي عقب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لافتة إلى أن روسيا عضو دائم بمجلس الأمن، إلا أنها لا تؤدي التزاماتها المذكورة في اتفاقية المجلس، وتسيئ استخدام مكانتها فيه.
في حين نوهت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أنَّ حظر استيراد النفط الروسي في إطار العقوبات الاقتصادية الأمريكية، سيؤدي إلى زيادة أسعار الغاز بالولايات المتحدة، وهو ما لا تريده واشنطن.
يشار إلى أن الجيش الأمريكي أعلن، مساء الأربعاء 2 مارس/آذار، أنه سيؤجل تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من الطراز "مينيتمان 3″؛ وذلك في محاولة على ما يبدو، لتهدئة التوتر المتصاعد بعدما أعلنت روسيا أنها ستضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى.
الأسبوع الثاني للحرب
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثاني، حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".