يعملون على عمق 70 متراً تحت الأرض! قصة قراصنة أوكرانيين استهدفوا موقع الكرملين بهجوم سيبراني

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/01 الساعة 19:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/01 الساعة 19:35 بتوقيت غرينتش
هجوم سيبراني، تعبيرية

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 28 فبراير/شباط 2022 إن القراصنة الأوكرانيين يلعبون دوراً هاماً في مواجهة الهجوم الروسي على بلادهم شانهم شأن الجنود الذين يعملون من فوق الأرض. 

فرغم أن الشاب الأوكراني يفغيني بونومارينكو كان على عمق 70 متراً تحت الأرض، لكنه جندي لا يقل أهمية عن الجنود فوق الأرض الذين يدافعون عن بلادهم، فمن مقعد داخل نظام مترو الأنفاق في كييف، ينضم بونومارينكو إلى مئات الآلاف من المقاتلين الرقميين الأوكرانيين، الذين يشنون هجمات سيبرانية ضد الحكومة الروسية.

إسقاط موقع الكرملين على يد قراصنة أوكرانيين 

حيث قال، بينما ترتسم ابتسامة على وجهه: "لقد أسقطنا موقع الكرملين"، موضحاً كيف أن جيشاً من المتطوعين في أوكرانيا وفي الخارج استطاعوا إخراج المواقع الحكومية الروسية من الخدمة، تماماً مثلما فعل القراصنة في موسكو للخدمات الأوكرانية في الأيام السابقة للغزو.

كما أوضح الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، كيف أنه كان لا يزال يحضر دروسه في جامعة تاراس شفتشينكو الوطنية في كييف، حيث يدرس الأمن السيبراني. ثم وقع الهجوم الروسي، وتشتت الطلاب.

في حين أنه وبعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى، غلّف بونومارينكو حاسوبه المكتبي وهاتفه برقائق معدنية، قائلاً إنه أراد حمايتهما من القصف الكهرومغناطيسي.

كان الشاب وحيداً في مسكنه عندما انطلقت صافرات الإنذار الخاصة بالغارة الجوية، فانطلق إلى ملجأ في محطة مترو خريشاتك، وهي واحدة من عشرات المحطات التي تحولت إلى ملاجئ في أول قصف تتعرض له كييف منذ الغارات الجوية النازية في عام 1941.

فيما توقفت القطارات في غالبية المحطات، حتى يتسنى للسكان اللجوء إلى المحطات الموجودة في أعماق الأرض، التي صُممت أثناء حكم الاتحاد السوفييتي لهذا الغرض.

اللجوء إلى الملاجئ في أعماق الأرض

خرج ألكسندر، 20 عاماً، من الملجأ الكائن في أعماق الأرض للحصول على الغذاء لعائلته المكونة من 5 أشخاص وكلبهم، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 عاماً وخمسة أشهر.

حيث وجدت العائلة ملجأ لها في غرفة صيانة أسفل ممر خلف رصيف المترو، اكتشفته منذ يوم واحد بعد أن قضت يومين نامت فيهما على الرصيف.

قال ألكسندر: "الجو أدفأ هنا، وعثرنا على قابس كهرباء". ونظراً إلى أن القطارات لم تعد تعمل، فقد صار الهواء راكداً وصارت رائحة الجو توحي بسكن البشر. فلا يوجد إلا حمام واحد يستخدمه الجميع، النساء أولاً ثم الرجال، وصنابير الشرب التي يحصلون منها على المياه.

صورة من مظاهرة ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا – رويترز

لكن الملحوظ أنه برغم كل هذه المسافة تحت الأرض، كانت هناك تغطية لشبكة الهاتف والإنترنت، مما يمكّن أبناء عمه الصغار من لعب الألعاب على الإنترنت، ويمكّن بونومارينكو  من مواصلة أداء دوره في تنفيذ الهجمات الرقمية ضد الكرملين. كانت ممتلكاته القليلة متكومة بجانبه على مقعد في قاعة المحطة الرئيسية بجانب الكرتونة التي بسطها على الأرض لينام عليها.

حظر التجوال في أوكرانيا

في حين يعرض الشاب على هاتفه لقطات شاشة توضح المكان الذي كان زملاؤه موجودين فيه يوم الخميس 24 فبراير/شباط 2022 عندما بدأ الهجوم الروسي، وكيف أنهم صاروا الآن متفرقين في أماكن أخرى في البلاد أو على الحدود مع بولندا. لكن عودته إلى عائلته لم تكن خياراً متاحاً أمامه، إذ تعيش أمه في مدينة خيرسون، وهي مدينة أوكرانية جنوبية اخترقتها القوات الروسية جزئياً.

فيما دفع رفع حظر التجوال مزيداً من سكان كييف إلى الخروج من المخابئ أسفل الأرض، والصعود، بعد أن كان أكثرهم مختبئين منذ الهجوم الروسي. وقد انطلقت الإثنين 28 فبراير/شباط 2022 القليل من صافرات الإنذار، نظراً إلى أن القوات الروسية ركزت هجومها على مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، ليستغل سكان كييف الفرصة للتحرك حول المدينة وشراء الطعام والذهاب إلى الصيدليات وتمشية كلابهم، في فاصل قصير من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أيام من الصدمة.

أوكرانيا
سفينة حربية تابعة لروسيا – Getty Images

قال ألكسندر: "حتى اللحظة الأخيرة، لم نعتقد حقاً أن هذا يمكن أن يحدث". كان أبوه جندياً في صفوف جيش الاتحاد السوفييتي بجانب رفاقه الروس. وقد مات قبل 6 أعوام، مما دفع ألكسندر بالتعهد بأنه سوف يعتني بعائلته. 

أوضح ألكسندر: "من الغريب التفكير في أن الأوكرانيين والروس كانوا ذات يوم معاً في نفس الجيش، والآن يقاتل بعضهم بعضاً. سوف يقف الأوكرانيون معاً حتى النهاية، وبمجرد أن أشعر أن عائلتي في مأمن، سوف أذهب للقتال أيضاً".

تحميل المزيد