قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 28 فبراير/شباط 2022 إن الاقتصاد الروسي شهد هزة كبيرة بعد الإجراءات الدولية التي طالته بسبب هجوم موسكو على أوكرانيا منذ أيام.
فبعد العقوبات التي فُرضت على البنك المركزي الروسي والمؤسسات المالية الكبرى، أوقفت بورصة موسكو، أكبر سوق للأوراق المالية في روسيا، تداولاتها حتى 5 مارس/آذار 2022 وأعلن البنك المركزي، بعد تجميد احتياطياته، أنه سيضاعف أسعار الفائدة الرئيسية إلى 20%، وهي أعلى نسبة خلال هذا القرن، وسيجبر كبرى شركات التصدير، مثل غازبروم وروزنفت، على بيع 80% من إيرادات عملاتها الأجنبية عن طريق شراء الروبل لدعم سعر العملة.
محاولات لإنقاذ الاقتصاد الروسي
لكن هذا لم يفعل الكثير لتهدئة الأعصاب المشدودة في مركز تسوق متروبوليس في موسكو، حيث ظهرت دلائل على اندفاع الروس لتحويل أموالهم إلى سلع استهلاكية قبل أن ترتفع الأسعار. ففي متجر M.Video الشهير للإلكترونيات، قال أحد الموظفين إن أسعار أجهزة الآيفون بالروبل "لا تزال كما هي في الوقت الحالي" لكنها "قد تتغير في أي لحظة". وقال: "سأشتري الآن".
كما قال العديد من مُلاّك الشركات متوسطة الحجم إن الهجوم والعزلة التي أعقبته لروسيا تسببا في كساد تجارتهم بين عشية وضحاها، وقال أحدهم، وهو صاحب شركة خدمات إعلانية تضم 100 موظف، إنه ينوي إخبار موظفيه أنه سيرحل إلى أرمينيا مع زوجته وابنيه، وأضاف: "سأقول لهم إننا نمر بأزمة لم نشهدها من قبل. ما نمر به يشبه التحليق بطائرة دون محركات أو بمحركات محترقة".
من جانبه، قال صاحب شركة أخرى تضم مئات الموظفين في صناعات الأغذية والمشروبات والسياحة إنه ليس لديه أي فكرة عما سيكون عليه المستقبل مع فلاديمير بوتين، وأضاف: "لقد مررت بأزمات اقتصادية كثيرة هنا، والجائحة كانت آخرها. لكنني دوماً كنت أجد سبباً لأقاتل من أجل تجارتي. والآن، لم أعد أرى الضوء في نهاية النفق. وحتى لو تحقق السلام، فقد وقع الضرر. فكيف نتخلص منه".
مرحلة اللاعودة في الصراع الروسي الأوكراني
في حين ساد شعور يوم الإثنين بأن هذه الأزمة وصلت إلى مرحلة اللاعودة، حيث بدأت القاذفات الروسية في التحليق فوق أوكرانيا وبدأت قذائف المدفعية الصاروخية في قصف مناطق مأهولة بالسكان في مدينة خاركيف التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
حتى كبار رجال الأعمال الروس، ومن ضمنهم من يتمتعون بنفوذ سياسي قوي، بدوا متأثرين بالاضطراب الذي أحدثه الهجوم، وكذلك التدابير الاستثنائية المُتخذة لدعم الروبل.
إذ انتقد أوليغ ديريباسكا، رجل الأعمال الملياردير، قرار البنك المركزي رفع أسعار الفائدة، وقال في منشور على تليغرام يوم الإثنين: "أرغب في توضيحات صريحة للسياسة الاقتصادية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".
فيما جاء الرد، بحلول المساء، بفرض مزيد من الإجراءات الصارمة، تشمل قيوداً مشددة على تحويل الأموال إلى الخارج. وقد أُعلنت هذه الإجراءات بعد اجتماع بين مسؤولين اقتصاديين وفلاديمير بوتين، الذي أعلن أن هذه العقوبات فرضتها "إمبراطورية الأكاذيب" الغربية.