قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022، إن الوكالة الأمريكية لعلوم الفضاء (ناسا) تستكشف طرقاً لإبقاء محطة الفضاء الدولية في المدار المخصص لها حول الأرض دون مساعدة روسيا، لكنها لا ترى أية علامات فورية على انسحاب موسكو من التعاون بعد الهجوم على أوكرانيا.
وفق الصحيفة ذاتها، يوفر الجانب الأمريكي من محطة الفضاء الدولية الطاقة ودعم الحياة، بينما روسيا مسؤولة عن الدفع والحفاظ على المحطة طافية ومرتفعة في الفضاء، حيث تقوم بذلك عن طريق استخدام المركبة الفضائية Progress الراسية لإعطاء المحطة دفعة دورية للحفاظ على ارتفاعها الذي يقارب 400 كيلومتر.
لكن رئيس وكالة الفضاء الاتحادية الروسية Roscosmos، دميتري روغوزين، كان قد أثار قبل أيام احتمال الانسحاب من الشراكة رداً على العقوبات الأمريكية.
من جهتها، قالت كاثي لوديرز، التي ترأس برنامج رحلات الفضاء البشرية بالوكالة، إنَّ شركة الطيران والدفاع الأمريكية Northrop Grumman عرضت تقديم قدرات إعادة التعزيز، مضيفة: "يبحث أفراد شركة SpaceX الفضائية لدينا عن إمكانية الحصول على قدرة إضافية".
البحث عن بدائل
لوديرز أضافت أنَّ العمليات في المحطة الفضائية مستمرة "ظاهرياً، ولا نحصل على أية مؤشرات على مستوى العمل بأنَّ نظراءنا غير ملتزمين"، مستدركة: "ومع ذلك، فإننا نبحث دائماً عن كيفية الحصول على مزيد من المرونة التشغيلية، كما يبحث مزودو الشحن لدينا في كيفية إضافة قدرات مختلفة".
كانت آخر سفينة شحن تابعة لشركة Northrop Grumman الأمريكية قد وصلت إلى محطة الفضاء الدولية في 21 فبراير/شباط هي الأولى التي تتباهى بقدرتها على "إعادة تعزيز" البؤرة الاستيطانية الفضائية دون مساعدة روسية.
بدوره، غرّد رئيس شركة SpaceX، إيلون ماسك، يوم الجمعة 25 فبراير/شباط الماضي، بنشر شعار شركته رداً على سؤال روغوزين الخطابي حول مَن سينقذ محطة الفضاء الدولية من المدار غير المنضبط.
إلا أن كاثي لوديرز شددت على أنَّ مثل هذه الخطط كانت بمثابة إجراء طارئ فقط. وقالت: "سيكون من الصعب جداً علينا أن نعمل بمفردنا. محطة الفضاء الدولية هي شراكة دولية تأسست مع اعتمادات مشتركة".
في حين أردفت: "يبحث فريقنا في المواضع التي قد تكون لدينا فيها المرونة التشغيلية، لكن سيكون يوماً حزيناً للعمليات الدولية إذا لم نتمكن من الاستمرار في العمل بسلام في الفضاء".
مواصلة العمل مع موسكو
فيما ذكر متحدث باسم "ناسا"، في تصريحات له قبل أيام مع شبكة CNN الأمريكية، أنهم سيواصلون التعاون مع روسيا في المسائل المتعلقة بعمل محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أن "ناسا" لا تعتقد أن العقوبات الأمريكية الجديدة ستؤثر على هذه الشراكة والتعاون.
إذ قال: "نواصل العمل مع شركائنا الدوليين، بما في ذلك روس كوسموس (الروسية)، لضمان التشغيل الآمن لمحطة الفضاء الدولية"، موضحاً أنه "لا توجد تغييرات مخطط لها في دعم ناسا للعمليات الجارية في المدار".
يشار إلى أن محطة الفضاء الدولية ظلت مأهولة باستمرار لأكثر من 21 عاماً، واُعتبرت رمزاً للانفراجة التي أعقبت الحرب الباردة، وقد نجت من العواصف الجيوسياسية الماضية، لا سيما الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
لكن بعض المراقبين يعتقدون أنَّ الهجوم على أوكرانيا يمكن أن يسرِّع من نهاية التعاون الفضائي بين الولايات المتحدة وروسيا.