هنا حدثت “مجزرة الدبابات” الروسية التي أعلنت عنها أوكرانيا.. كييف: الرتل دُمِّر على مشارف العاصمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/28 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/28 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
دبابة روسية مُدمرة في أوكرانيا - Getty Images

دخل رتل من الدبابات الروسية إلى منطقة محيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف، كان يبعد كيلومترات فقط عن قلب المدينة التي ركزّت أوكرانيا جهودها فيها حتى لا تسقط بيد الروس، لكن الرتل دُمر بحسب الرواية الرسمية الأوكرانية، وتحولت المنطقة التي كان يوجد فيها إلى ما يشبه ساحة حرب حدثت فيها "مجزرة دبابات". 

هذه الخسارة للقوات الروسية التي أعلنت عنها أوكرانيا وقعت يوم الأحد 27 فبراير/شباط 2022، في منطقة تُدعى "بوتشا"، وهي على أطراف مدينة كييف، وتبعد عن وسط العاصمة بنحو 22.5 كيلومتر، ولا تبعد سوى نحو 4 كيلومترات عن قاعدة هوستوميل العسكرية.

يُشار إلى أنه حتى اليوم الإثنين 28 فبراير/ شباط 2022 لم يصدر أي تعقيب رسمي من روسيا حول رواية أوكرانيا عن تدمير رتل الدبابات في "بوتشا".

"بوتشا" التي هوجم فيها رتل الدبابات الروسية تبعد عن كييف نحو 22 كيلومتر – خرائط غوغل
المنطقة التي تعرض فيها رتل الدبابات الروسية للهجوم يبعد عن قاعدة هوستوميل العسكرية قرابة 5 كيلومتر – خرائط غوغل

قبل أن تصل القوات الروسية إلى منطقة "بوتشا" كانت قد خاضت قتالاً في مدينة "إربين"، القريبة من العاصمة كييف، وقال الجيش الأوكراني، الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، إن الجيش الروسي "فشل بالسيطرة على إربين". 

يُشير اتجاه رتل الدبابات في "بوتشا" إلى أنه كان ينوي التوغل باتجاه العاصمة من جهتها الشمالية الغربية. 

تُظهر مقاطع فيديو من المصادر المفتوحة لحظة دخول رتل الدبابات الروسية إلى بداية شارع فوكزالنا (Vokzalna) بمنطقة "بوتشا"، ويظهر في هذا الفيديو 5 عربات روسية إلى جانب جنود كانوا يمشون على طرفي الطريق. 

التُقط هذا الفيديو من كاميرا مراقبة، وبحسب التاريخ الظاهر على التسجيل، فإن رتل الدبابات الروسية دخل المنطقة في الساعة 9:09 من صباح الأحد. 

الشارع الذي سلكه رتل الدبابات الروسية ضيق، وتنتشر على طرفيه ما بدا أنها منازل، وهذا ما يفسر حجم التدمير الكبير الذي تعرضت له الدبابات، إذ كان يصعب عليها التحرك في المنطقة والهروب من الضربات بسبب ضيق المساحة، وبسبب استحالة الدوران والعودة إلى الوراء. 

مشى الرتل قرابة 1.4 كيلومتر داخل شارع "فوكزالنا" من النقطة التي ظهرت في هذا الفيديو وحتى موقع الهجوم على الدبابات بالمدفعية الأوكرانية.

الصورة في الأعلى للموقع على خرائط غوغل، والصورة في الأسفل من الفيديو الذي صورته كاميرا مراقبة

المسافة التي قطعتها الرتل من المنطقة التي ظهر فيها بالفيديو الذي صوّرته كاميرا المراقبة حتى موقع الهجوم – خرائط غوغل

كان آليات الرتل الروسي مميزة برسم حرف "V" عليها، والذي يرمز بالأرقام الرومانية إلى الرقم 5.

"خدمة الاتصالات الحكومية الخاصة" التابعة للحكومة الأوكرانية، قالت عبر حساب موثق على تطبيق "تلغرام"، إن "المدفعية الأوكرانية دمّرت بالكامل ما يسمى بالمجموعة الخامسة التابعة للجيش الروسي في بوتشا". 

بحسب رواية هذا المصدر الرسمي، فإن المدفعية الأوكرانية دمّرت أكثر من 100 وحدة عسكرية "تابعة للعدو". 

صحيفة The Times كانت قد نقلت في وقت مبكر اليوم الإثنين عن مصدر عسكري قوله إن "الدبابات تتجه على ما يبدو إلى القرى غير مدعومة – بدون عربات مدرعة وجنود مشاة – مما يسهل على القوات الأوكرانية مهاجمتها".

أشار المصدر نفسه إلى أن "حقيقة رسم الروس علامات مجموعة قتالية بيضاء، بما في ذلك الأحرف "Z" و "V" على الدروع، جعلت التعرف عليهم أسهل".

خدمة الاتصالات الحكومية الخاصة بأوكرانيا أعلنت عن تدمير 100 وحدة عسكرية للقوات الروسية في "بوتشا" – تيلغرام

قبل الإعلان عن تدمير رتل الدبابات الروسية، كانت السلطات الأوكرانية تتوقع وصوله إلى العاصمة كييف، وقال موقع ukrinform الأوكراني، نقل عن الجيش الأوكراني قوله إنه "يبحث عن رتل رُسمت على آلياته أحرف V".

عقب الهجوم على الرتل، انتشرت مقاطع فيديو مروعة أظهرت الدبابات الروسية وقد تحولت إلى ركام، وبعضها كانت النيران لا تزال تشتعل في أجزائها، فيما كان واضحاً آثار الهجوم بالمنطقة التي تضررت بعض مبانيها، وكانت أعمدة الدخان تتصاعد منها. 

الفيديو الأكثر تداولاً للحادثة والذي حلّله "عربي بوست" أظهر تدمير ما لا يقل عن 20 آلية عسكرية لروسيا، من بينها دبابات، ومدرعات وناقلات للجنود.

الرجل الذي صوّر الفيديو كان يقول باللغة الأوكرانية: "لقد جاؤوا إلى أرضنا. أتمنى لكم جميعاً أن تحترقوا في جهنم"، بحسب ترجمة شبكة "سي إن إن" الأمريكية. 

الصورة اليمين من خرائط غوغل وهي للموقع الذي وقع فيه الهجوم، والصورة اليسار للموقع نفسه الذي ظهر بفيديو الدبابات
الآليات التي ظهرت بالفيديو بعد تدميرها – يوتيوب

كانت روسيا قد اعترفت أمس الأحد 27 فبراير/شباط 2022 لأول مرة منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، بسقوط جنود لها بين قتلى وأسرى، بعد أيام من التكتم. 

وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن "عدداً من الجنود الروس قُتلوا وأصيبوا في الهجوم على أوكرانيا"، لكنها أضافت أن عدد ضحاياها أقل بكثير من ضحايا الجانب الأوكراني دون تحديد أي أعداد.

بالموازاة مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد 27 فبراير/شباط 2022، عن "تدمير 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية"، منذ يوم الخميس 24 فبراير/شباط 2022. 

الوزارة أفادت في بيان، بأن قواتها شنت خلال أمس السبت، ضربات جديدة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى باستخدام صواريخ مجنحة من الجو والبحر ضد منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.

أوضح البيان أن بين المنشآت المستهدفة "23 نقطة تحكُّم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية، و31 قطعة من منظومات S-300 وBuk M-1 وOsa للصواريخ المضادة للطائرات، و48 محطة رادار"، بحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول".

من جانبها، أعلنت أوكرانيا الأحد 27 فبراير 2022، على لسان نائبة وزير الدفاع، هنا ماليار، أن "القوات الروسية فقدت نحو 4300 جندي خلال غزوها لأوكرانيا"، وأضافت على صفحتها في فيسبوك أن روسيا "فقدت نحو 146 دبابة و27 طائرة و26 طائرة هليكوبتر"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز. 

تحميل المزيد