كشفت الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ خمسة أيام عن جانب "مسيء" أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات لإعلاميين وسياسيين غربيين بـ"العنصرية" في تعليقاتهم على الحرب الأوكرانية.
كما كشفت التغطية الإعلامية للأحداث في أوكرانيا ونزوح آلاف اللاجئين عن "فكر عنصري" لبعض المسؤولين الغربيين، عندما طالبوا بفتح أبواب أوروبا أمام اللاجئين الأوكرانيين لأنهم "ليسوا عراقيين أو سوريين"، بينما اتهم أجانب من ذوي البشرة السمراء وعرب حرس الحدود الأوكراني بالتمييز ضدهم.
"ليسوا مثل العراقيين والسوريين"!
فقد اضطر مراسل شبكة CBS الأمريكية، شارلي داجاتا، إلى تقديم اعتذار بعدما أثار تعليقه من غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامه بالعنصرية.
قال المراسل إنه لا يمكن مقارنة غزو أوكرانيا بالحرب في العراق أو أفغانستان، لأن حرب أوكرانيا "أكثر تحضراً وشعبها شعب أوروبي". وأوضح أن "أوكرانيا متحضرة نسبياً، وأوروبية، فهي مدينة لا تتوقع فيها حدوث الحرب أو تأمل ألا يحدث ذلك".
ثم اعتذر لاحقاً داجاتا وقال: "لقد تحدثت بطريقة آسف لها، أعتذر"، لافتاً إلى أن ما كان يقصده هو أن أوكرانيا لم تشهد صراعاً بهذا الحجم خلال السنوات الأخيرة، عكس دول أخرى تعاني من حروب مستمرة.
لم يكن داجاتا وحده، فقد قال رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، في تصريح متلفز: "اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون". وتابع: "ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين".
فيما تضمنت برامج لقناة BFM الفرنسية اليمينية، خطاباً شبيهاً منذ بداية الغزو الروسي، شمل أوصافاً مثل: "فنحن لا نتحدث عن سوريين يهربون من قصف نظامهم المدعوم من بوتين، بل نتحدث عن أوروبيين يقودون سيارات كسياراتنا".
بينما قالت صحيفة "التلغراف" البريطانية: "هذه حرب مختلفة، إنها حرب ضد أناس أوروبيين يشبهوننا ويستخدمون النتفليكس وإنستغرام وليست حرباً ضد بلاد بعيدة وفقيرة".
في مقطع إخباري آخر لـ"بي بي سي نيوز"، أوضح نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا أن الصراع مع روسيا وأوكرانيا كان عاطفياً للغاية بالنسبة له، نظراً لكونه شمل "قتل الأوروبيين ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر"، وفق ما نقله موقع "Forbes".
عنصرية ضد السود الفارين من أوكرانيا
فيما قال ناشطون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي إن تمييزاً حصل ضد المدنيين أصحاب البشرة السمراء والأقليات القادمين من أوكرانيا للجوء في بولندا.
إذ انتشرت تسجيلات مرئية للعديد من العرب والأفارقة الذين يعيشون في أوكرانيا وهم على الحدود يبثّون شكواهم ويشيرون إلى تمييز يحصل ضدهم.
بينما قالت مراسلة "بي بي سي" الصحفية ستيفاني هيرغاتي في تغريدة لها إن "حرس الحدود البولندي طلب من المدنيين من البشرة السوداء، العودة إلى مؤخرة طابور النازحين إلى بولندا".
كما قالت صحيفة "The Independent" البريطانية إنه تم منع عشرات المهاجرين الأفارقة في أوكرانيا من الفرار إلى بر الأمان مع استمرار الهجمات الروسية في تدمير البلاد، حسبما قال أولئك الذين يحاولون عبور الحدود للصحيفة.
إذ قال أوسارومين، وهو أب لثلاثة أطفال، في حديث لصحيفة الإندبندنت، إنه طُلب من أفراد أسرته ومهاجرين آخرين النزول من حافلة على وشك عبور الحدود يوم السبت 26 فبراير/شباط، وقيل لهم: "لا للسود". على الرغم من تحدي السائق وأوامر الضباط العسكريين، تم طردهم من السيارة.
إلا أن المتحدّث باسم قوة الحدود في بولندا قد قال إنهم سمحوا لأي شخص بدخول بولندا من البلد المجاور بغض النظر عن جنسيته، وذلك رداً على الأنباء التي تفيد بالتمييز بين اللاجئين.