اتفق الطرفان الروسي والأوكراني مساء الأحد 27 فبراير/شباط 2022، على عقد مفاوضات ثنائية تجمعهما لأول مرة منذ تصاعد الأزمة التي انتهت بهجوم روسي على كييف مستمر منذ أربعة أيام.
وأعلن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد أن مفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا ستعقد من دون شروط مسبقة على حدود بيلاروسيا، حيث قال: "اتفقنا على أن يجتمع الوفد الأوكراني مع نظيره الروسي بالقرب من نهر بريبيات".
تعد بريبيات أقرب مدينة في هذه المنطقة من الجانب الأوكراني التي أصبحت معروفة عالمياً منذ الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية المجاورة عام 1986.
كانت روسيا قد سبق أن فرضت شروطاً للمفاوضات قالت كييف إنها غير قابلة للتحقيق، وقد شملت فيما بينها نزع سلاح أوكرانيا بالكامل.
الوفود وصلت إلى مكان الاجتماع
وفيما أكد مستشار لوزير الداخلية الأوكراني في وقت سابق مساء اليوم أن المحادثات بدأت بالفعل، نفت وزارة الخارجية الروسية ذلك، ولكنها أكدت أن الجانبين وصلا إلى مكان الاجتماع المفترض.
وكالة روسية نشرت كذلك معلومات تفصيلية عن "كبير مفاوضي روسيا" في المحادثات مع أوكرانيا.
وقالت الوكالة الروسية إن كبير المفاوضين يدعى فلاديمير ميدينسكي وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين ووزير سابق.
حيث تولى ميدينسكي عام 2012 حقيبة وزير الثقافة، وقد وصفته مجلة "فوربس" الأمريكية بأنه "رجل من العشيرة الأيديولوجية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أوكرانيا تفاوض على وقف الاحتلال
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أن بلاده ستبحث مع موسكو، في اللقاء المزمع إجراؤه غداً بين الجانبين، إنهاء الاحتلال وخروج القوات الروسية من بلاده.
وأفاد كوليبا أن موسكو أبلغتهم بإمكانية إجراء محادثات دون شروط مسبقة، "بعد تعرض الجيش الروسي لهزائم متتالية"، معتبراً الموقف الروسي "نصراً" لأوكرانيا.
وتابع: "سنستمع إلى ما تقوله روسيا وسنناقش كيفية إنهائها الاحتلال وخروج قواتها من بلادنا".
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عاد بعد ذلك ليقول إنه لا يعتقد أن الاجتماع مع الجانب الروسي سوف يسفر عن نتيجة، غير أنه أكد أهمية المحاولة.
وقال الرئيس الأوكراني: "حتى لا يشك أي مواطن أوكراني بأنني، كرئيس، لم أحاول إيقاف الحرب، حتى لو كانت هناك فرصة ضئيلة".
وشدد زيلينسكي على أن هدف بلاده من اللقاء مع الجانب الروسي هو الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية.
وشنَّت روسيا ما تصفه الدول الغربية بالغزو براً وجواً وبحراً الخميس، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، وفرَّ ما يُقدَّر بنحو 100 ألف شخص، بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية، ووردت أنباء عن مقتل العشرات.
وأوكرانيا دولة ديمقراطية يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا، وصوَّتت لصالح الاستقلال عند سقوط الاتحاد السوفييتي، وكثفت في الآونة الأخيرة جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهي تطلعات تثير حنق موسكو.