وثَّق ناشطون في أوكرانيا فيديوهات وصوراً تظهر ليلة ثانية من الرعب عاشها الأوكرانيون بعد الهجوم الروسي الذي يعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية في أوروبا، إذ عاشت كييف ليلة ساخنة وسط انفجارات عنيفة وقصف متواصل هز المدينة، فيما أطلقت مدينة لفيف هي الأخيرة صافرات الإنذار.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صوراً وفيديوهات تظهر القصف الذي تعرضت له العاصمة كييف، إذ يبينُ كميات هائلة من الصواريخ في السماء مع أصوات انفجارات هائلة أرعبت سكان المدينة.
فيما أظهرت صور أخرى التقطت من كييف وتداولها رواد تويتر ووكالات أنباء عالمية الدمار الذي سبَّبه القصف الروسي على مبانٍ سكنية، حيث يقطن مدنيون، كما وثق الأوكرانيون بقايا لصواريخ قالوا إنها روسية وقعت في كييف.
وفي مدينة لفيف أقصى غرب أوكرانيا قال شاهد من وكالة رويترز الإخبارية إن صفارات الإنذار دوَّت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة فيما وثقت فيديوهات ذلك.
ليلة ساخنة في أوكرانيا
قضت العاصمة الأوكرانية كييف ليلة ساخنة الجمعة، إذ سُمِع دوي سلسلة انفجارات ضخمة هزت المدينة في وقت تعهد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبقاء في كييف، حيث تقاتل قواته الروس الذين يتقدمون صوب العاصمة في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي حذر في رسالة مصورة من أن "(العدو) حددني على أنني الهدف الأول.. عائلتي هي الهدف الثاني، يريدون تدمير أوكرانيا سياسياً من خلال تدمير رئيس الدولة". وأضاف: "سأبقى في العاصمة. عائلتي موجودة أيضاً في أوكرانيا". على حد قوله.
وأضاف زيلينسكي أن 137 من العسكريين والمدنيين لقوا حتفهم في القتال حتى الآن وأصيب مئات آخرون.
أنطون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، قال إن قوات بلاده أسقطت طائرة روسية فوق كييف ثم اصطدمت بمبنى سكني لتشتعل النيران فيه، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة مأهولة.
فيما كتب هيراشينكو على تطبيق تليغرام أن مبنى سكنياً من تسعة طوابق اشتعلت فيه النيران وسُمع دوي سلسلة انفجارات في كييف، فيما قال هيراشينكو إنها أصوات دفاعات جوية تطلق النار على الطائرة.
بينما يقول بوتين إن روسيا تنفذ "عملية عسكرية خاصة" لحماية الأشخاص، بمن فيهم المواطنون الروس، الذين يتعرضون "للإبادة الجماعية" على حد قوله- في أوكرانيا- وهو اتهام يصفه الغرب بأنه دعاية لا أساس لها من الصحة.
وشنَّت روسيا فيما تصفه الدول الغربية بالغزو براً وجواً وبحراً أمس الخميس بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، وفرَّ ما يقدر بنحو 100 ألف شخص، بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية، ووردت أنباء عن مقتل العشرات.
يقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إن روسيا تهدف إلى الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة. وسيطرت روسيا أمس على محطة تشرنوبيل للطاقة النووية سابقاً في شمال كييف، على امتداد أقصر طريق مؤدٍ إلى العاصمة من روسيا البيضاء، حيث نشرت موسكو قوات.