قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، إنه لم يكن لديه خيار آخر سوى توجيه الأمر بتنفيذ ما وصفه بعملية خاصة ضد أوكرانيا، "من أجل تغيير الوضع الأمني في كييف" على حد تعبيره، وذلك في وقت تواصل فيه قواته زحفها نحو العاصمة الأوكرنية.
الرئيس الروسي أكد خلال لقاء له مع رجال أعمال روس، أن "كل محاولات موسكو السابقة لتغيير الوضع الأمني باءت بالفشل".
بوتين برر هجومه على كييف باعتباره "نتيجة الإجراءات المقيِّدة (التي فرضت علينا)، إذ لم يتركوا لنا أي سبيل آخر للتعامل (مع الأزمة) بشكل مختلف".
وفي رسالة طمأنة لرجال الأعمال الروس، أوضح بوتين أنه لا ينوي الإضرار بالنظام الاقتصادي العالمي، ولا يرغب في أن تُستبعد روسيا منه، في إشارة إلى العقوبات الغربية المنتظرة.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من مختلف دول العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
بالتزامن مع تصريحات بوتين، اعتبرت متحدثة وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، أن الهجوم العسكري الذي أطلقته بلادها على أوكرانيا "ليس بداية حرب بل نهايتها".
زاخاروفا قالت في تصريحات صحفية: "في البداية إن اجتياح أوكرانيا ليس بداية حرب وهذا أمر مهم للغاية، هذه محاولة منا لمنع تطور الأحداث إلى حرب، وثانياً هذه نهاية للحرب"، حسبما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
يأتي هذا، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 83 هدفاً على الأرض في أوكرانيا، وفقاً لوكالة "أنترفاكس" الروسية.
في الجهة المقابلة، أعلنت أوكرانيا أن العملية العسكرية الروسية أسفرت عن مقتل 50 مواطناً بينهم جنود ومدنيون، حتى عصر الخميس، من جراء الضربات الجوية الروسية على المدن الأوكرانية.
غضب أوروبي وتلويح بفرض عقوبات
فقد أبدت دول ومنظمات في الاتحاد الأوروبي ردود فعل غاضبة، على خلفية التدخل الروسي في أوكرانيا، إذ أعلنت المفوضية الأوروبية عقد اجتماع طارئ؛ لبحث حزمة العقوبات الجديدة المتوقع فرضها على روسيا بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا.
متحدث المفوضية إريك مامر، قال في بيان، إن الأعضاء سيعقدون اجتماعاً طارئاً صباح الخميس، قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي ستُعقد في بروكسل مساء اليوم نفسه.
كما أضاف مامر، أن مفوضية الاتحاد الأوروبي ستقوم بالتحضيرات اللازمة لقمة القادة التي ستجري في ساعات المساء.
من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على العديد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.
وحسب الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، تضمنت لائحة العقوبات إلى جانب شويغو، أنطون فاينو مدير مكتب الرئيس الروسي، ونائبي رئيس الوزراء مارات خوسنولين ويوريفيتش غريغورينكو، ووزير الاقتصاد والتنمية ماكسيم غيناديفيتش.
بدوره، دعا رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الرئيس الروسي إلى وقف التدخل في أوكرانيا على الفور.
كذلك، أدانت ألمانيا بشدة، القصف الروسي للمدن الأوكرانية، داعيةً موسكو إلى وقف تدخلها العسكري على الفور.
فيما كتب المستشار الألماني أولاف شولتس، في تغريدة، صباح الخميس، "على روسيا أن توقف هذا العمل العسكري على الفور".
وأضاف أن "الهجوم الروسي على أوكرانيا انتهاك صارخ للقانون الدولي.. لا شيء يمكن أن يبرره".
أما وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، فقد وصفت التدخل الروسي في أوكرانيا بأنه "انتهاك واضح للقانون الدولي"، وقالت إن الرئيس بوتين "أطلق حرباً وسط أوروبا دون أي مبرر".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في تغريدة، إن بوتين "اختار هدر الدماء والدمار" بتدخله غير المبرر في أوكرانيا.
وأضاف أنه أصيب بالدهشة إزاء ما يحدث في أوكرانيا، مبيناً أن بريطانيا وحلفاءها سيردون بشكل حازم، على ممارسات روسيا.