يواجه منافسو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية، خاصة ممثلي اليمين واليسار الراديكالي، أزمة حقيقية بسبب عجزهم عن جمع التوقيعات الـ500 المطلوبة من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية وغيرهم من الممثلِين المنتخَبين ليتمكنوا من الترشح في انتخابات أبريل/نيسان، وذلك وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 22 فبراير/شياط 2022.
مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة، قالت إنها تواجه صعوبة شديدة، فيما بات كل من إريك زمور، المفكر المعادي للإسلام، وجان لوك ميلينشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي، معرضين أيضاً لخطر الاستبعاد.
فقد حصل الثلاثة على أكثر من 10% من الأصوات في استطلاعات الرأي، لكنهم يقولون إنهم قد لا يصلون حتى إلى خط بداية السباق.
لماذا لا يمنحونهم التوقيعات؟
بموجب قانون الانتخابات الفرنسي، ليس بإمكان المرشحين المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلا إذا وقع على أوراقهم ما لا يقل عن 500 من الممثلين المنتخبين البالغ عددهم 42 ألف ممثل ما بين أعضاء البرلمان وأعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات وأعضاء مجالس الأقاليم والمقاطعات.
هذا النظام يهدف لإقصاء المتنافسين غير الجادين، إلا أنه انقلب على مرشحين أمثال لوبان وزِمور بعد تغيير في القانون عام 2016 يُلزم السلطات بنشر قوائم أسبوعية بالتوقيعات، التي يلزم الانتهاء من جمعها قبل 4 مارس/آذار.
في ظل مناخ العنف السياسي الذي يسود فرنسا حالياً، يتخوف رؤساء البلديات وأعضاء المجالس من دعم الشخصيات المثيرة للانقسام خوفاً من أن يستهدفهم نشطاء من الجانب الآخر.
هذه التوقيعات من الناحية الرسمية ليست تأييداً، إذ يوقع بعض رؤساء البلديات أوراق المرشحين الذين يختلفون معهم سياسياً باسم العدالة الديمقراطية.
لوبين تناشد
من جهتها، قالت مارين لوبان في مناشدة لرؤساء البلديات لتمكينها من الترشح: "إذا لم تساعدوني، فسيُحرم ملايين الناخبين من المشاركة الانتخابات".
وأشارت إلى أن فرنسا أصبحت مثل "طنجرة ضغط" وقد تنفجر إذا فشلت في التأهل للترشح في الانتخابات.
كما زعمت أن التصويت لن يكون ذا "قيمة" بدون مشاركتها، وأضافت: "أي جمهورية نعيش فيها وأنا أُحرم من توقيعاتي رغم أنني المنافس الرئيسي للرئيس ماكرون ورغم استطلاعات الرأي التي تظهر أنني على أعتاب النصر؟".
ماكرون في المقدمة
تصريح لوبين محط تشكيك حقيقي، فقد أظهر استطلاع نشرته يوم الإثنين 21 فبراير/شباط صحيفة Les Echos الفرنسية حصول ماكرون على 25% من الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات أبريل/نيسان، ولوبان على 17%، وزِمور وفاليري بيكريس على 14%، وميلينشون على 10%. وحصل كل من جان لاسال وكريستيان توبيرا على 2%.
قال الاستطلاع إن ماكرون مؤهل للفوز على لوبان بعشر نقاط مئوية في جولة الإعادة.
على أن فرانسوا بايرو (70 عاماً)، زعيم حزب MoDem الوسطي، والشريك المبتدئ في الائتلاف الحاكم، وأحد الحلفاء الرئيسيين لماكرون، أعرب عن قلقه إزاء الصعوبة التي قد يجدها المتنافسون من اليمين واليسار الراديكالي في التأهل للانتخابات. وقال: "هذا ليس تحايلاً منهم، هم فعلاً لا يملكون هذه التوقيعات. لماذا؟ لأن الكثير من رؤساء البلديات يخشون أن يعتبر الناخبون توقيعهم نوعاً من التأييد".
كما طلب بايرو من رؤساء البلديات التوقيع على مقترح بمنح توقيعاتهم للمرشحين الذين حصلوا على أكثر من 10% من الأصوات في استطلاعات الرأي لكنهم يجدون صعوبة في التأهل للانتخابات. ولكن لم يوافق إلا حوالي 80 رئيس بلدية فقط على اقتراحه، على حد قوله.