نددت دول غربية وحلف الناتو بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 21 فبراير/شباط 2022، الاعتراف باستقلال مناطق الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حيث قال حلف شمال الأطلسي إن موسكو تختلق ذريعة لغزو كييف، فيما أعلنت كل من واشنطن وبروكسل ولندن نيتها فرض عقوبات في أقرب وقت على روسيا.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن في خطاب متلفز، الاعتراف الفوري باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين" في شرق أوكرانيا، في خطوة تُعقّد الأزمة المستمرة بين الجارتين، وسط تحذيرات من انفجار مواجهة في أي وقت.
فرض عقوبات على روسيا
فمن جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيصدر أمراً تنفيذياً قريباً يحظر "الاستثمار والتجارة والتمويل الجديد من قِبل الأمريكيين بشكل كامل في" المنطقتين الانفصاليتين بشرق أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، إن الأمر التنفيذي "سيخوّل أيضاً سلطة فرض عقوبات على أي شخص يتبين أنه يعمل في هاتين المنطقتين من أوكرانيا".
وأضافت ساكي أن مزيداً من الإجراءات وشيكة، وقالت إنها منفصلة عن العقوبات التي تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لفرضها إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وفي خطوات أخرى غير معلنة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في بيان مشترك، إن اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين سوف يؤدي إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي.
وأضافا: "هذه الخطوة انتهاك صارخ للقانون الدولي وكذلك لاتفاقيات مينسك، وسيردُّ الاتحاد بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني".
أما الناتو، فقد ندد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بروسيا؛ لاعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، واتهم موسكو باختلاق ذريعة لغزو جديد.
وقال ستولتنبرغ: "تواصل موسكو تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري للانفصاليين. كما تحاول اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا مرة أخرى".
كما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من جانبه، إن القرار الروسي مؤشر آخر على أن الأمور بأوكرانيا تسير في الاتجاه الخطأ.
وأشار إلى أن اعتراف روسيا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك الأوكرانيتين انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا.
مطالبة بجلسة لمجلس الأمن
من جانبها، طلبت أوكرانيا وفرنسا، الإثنين، عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي؛ لمناقشة تطورات الأزمة مع روسيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تغريدة: "طلبت رسمياً بمبادرة من الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي، من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عقد مشاورات فوراً بموجب البند السادس من تفاهم بودابست"، وهو الاتفاق التاريخي العائد إلى العام 1994 والذي وقّعت عليه أيضاً كلّ من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
كما دعت باريس مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع عاجل بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، وفق بيان للإليزيه الإثنين.
توترات متسارعة على الحدود
يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز عن شاهد عيان، قوله إنه تسنى سماع دوي عدة انفجارات وسط مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرقي أوكرانيا مساء الإثنين، كما قالت موسكو إنها قضت على "مجموعتين تخريبيتين" من أوكرانيا حاولتا التسلل لأراضي روسيا، وهو ما نفته كييف.
يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية أن موسكو تخطِّط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، واتهمت الغرب بالتصرف بهستيريا، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.
كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.