أمريكا تعلن إطلاق أسطول مشترك في مياه الشرق الأوسط.. يضم 100 سفينة بمشاركة إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/21 الساعة 21:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/21 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
إحدى سفن الأسطول الخامس الأمريكي في مياه الشرق الأوسط/ الأناضول

أعلن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية، والذي يستقر في الشرق الأوسط، إطلاق أسطول مشترك جديد من المركبات المسيَّرة، بالاشتراك مع الدول الحليفة للولايات المتحدة؛ من أجل ضمان نشر دوريات لحراسة مساحات واسعة بمياه الشرق الأوسط؛ وذلك في ظل غليان حالة التوتر مع إيران، طبقاً لما أوردته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 21 فبراير/شباط 2022.

حيث قال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الأمريكي الخامس، إن البحرية الأمريكية وشركاءها الأمنيين سيقومون بتلك الدوريات عبر استخدام 100 سفينة مسيرة، عائمة وغاطسة، في صيف العام المقبل؛ لتعزيز قوة الردع في مواجهة هجمات، مثل تلك التي قد تشنها إيران.

فيما أكد كوبر أنه سوف تتم مضاعفة قدرات المراقبة بالنسبة للبحرية الأمريكية بصورة دراماتيكية، مما يسمح بفرض مراقبة من كثب على المياه المهمة لتدفق النفط وعمليات الشحن. إذ إن العمليات التجارية التي تمر عبر البحار استُهدفت في السنوات الأخيرة إبان انهيار الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع القوى العالمية.

كوبر تابع، في تصريحات له على هامش أحد معارض الدفاع ب العاصمة الإماراتية أبوظبي: "من خلال استخدام أنظمة المركبات المسيرة، يمكننا بكل بساطة أن نزيد من رؤيتنا. إنها موثوقة للغاية وتُبعد العنصر البشري"، مضيفاً أن الأنظمة تعد "الطريقة الوحيدة لتغطية أي ثغرات لدينا اليوم".

كما أوضح قائد الأسطول الأمريكي الخامس أنه يأمل أن تدخل المركبات المسيرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، في الخدمة بحلول صيف 2023؛ لضمان وجود مزيد من "الأعين والآذان في المياه"، مردفاً: "نحن على أعتاب ثورة تكنولوجية لا وجود للبشر فيها".

"حرب بحرية خفية"

بحسب صحيفة The Washington Post الأمريكية، هناك حرب بحرية خفية تُطبخ على نار هادئة، في ظل استيلاء القوات الإيرانية على ناقلات نفط، بجانب التفجيرات المريبة التي ضربت سفناً في المنطقة، من ضمنها سفن مرتبطة بشركات إسرائيلية وغربية. ونفت إيران الواقعة تحت طائلة العقوبات، اتهامات المسؤولية التي وُجهت إليها، برغم أن الأدلة التي لدى الغرب تشير إلى نقيض ذلك.

الحرس الثوري الخليج
ناقلة نفط في مياه الخليج – صورة تعبيرية – رويترز

يشار إلى أن لمنطقة مياه الشرق الأوسط أهمية بالغة لحركة التجارة العالمية، خاصة لإمدادات النفط التي تتدفق من الخليج عبر مضيق هرمز.

كان الأسطول الأمريكي أنشأ، في العام الماضي، فرقة عمل جديدة لدمج الأنظمة المسيرة والذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية لأسطوله الخامس المتمركز بالبحرين.

في حين أردف قائد الأسطول الأمريكي الخامس: "إنه أمر راسخٌ أن إيران تعد رقم 1 في التهديدات الإقليمية الرئيسية التي نواجهها. فهناك الصاروخ الباليستي، وصاروخ كروز وعنصر المركبات المسيَّرة، وكلها ضمن قدراتها وانتشارها الكبير، فضلاً عن القوات المحاربة بالوكالة".

سلسلة من التوترات

كذلك، ثمة سلسلة متوترة من المواجهات بين السفن البحرية الأمريكية والإيرانية في مياه الشرق الأوسط. وقد أكدت هذه المواجهات خطر حدوث صراع مسلح بين البلدين.

لكن كوبر قال إنه من اللافت للنظر أن الولايات المتحدة لم تشهد هذه الحلقة من التوترات خلال الأشهر القليلة الماضية، في الوقت الذي يحاول خلاله الدبلوماسيون إحياء الاتفاق النووي.

ناقلة نفط إيران أمريكا
ناقلة النفط التي صادرتها إيران في خليج عُمان/ رويترز

فيما استطرد قائلاً: "إذا نظرتم إلى الشهرين الأخيرين، يمكنني أن أقول إنَّ (توقف هذه التوترات) هو الوضع الراهن. كانت هناك بعض الأوقات التي شهدت زيادة في النشاط… الغالبية العظمى لهذه التداخلات تكون آمنة واحترافية".

مشاركة إسرائيلية

وكشف كوبر أن إسرائيل سوف تنضم على الأرجح إلى فرقة العمل الخاصة بقوة المركبات البحرية المسيَّرة في المنطقة، متابعاً: "يمكنني أن أتوقع تدريبات في المستقبل نعمل فيها جنباً إلى جنب".

جدير بالذكر أن الإمارات وإسرائيل توصلتا في 13 أغسطس/آب 2020، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، تم توقيعه رسمياً في البيت الأبيض، منتصف سبتمبر/أيلول في العام ذاته.

كذلك، أشار إلى أنه "لا يمكن لأسطول بحري يعمل بمفرده توفير الحماية من جميع التهديدات في هذه المنطقة. فالمنطقة ببساطة كبيرة للغاية. يتعين أن نعالج هذا الأمر بطريقة منسقة تشارك فيها جنسيات متعددة".

كانت حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، استهدفت سفناً قبالة الساحل اليمني. وتقاتل الحركة تحالفاً عسكرياً تقوده السعودية، ونفذت في الآونة الأخيرة ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على الإمارات، لكن معظمها باء بالفشل.

بينما لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، على الفور على طلبٍ للتعليق تقدمت به صحيفة  The Washington Post.

تحميل المزيد