حذرت السفارة الأمريكية في موسكو، الأحد 20 فبراير/شباط 2022، رعاياها المتواجدين في روسيا، من تهديدات بوقوع هجمات في العاصمة، موسكو، ومدن أخرى وفي مناطق التوتر قرب أوكرانيا، الأمر الذي أثار توبيخاً من وزارة الخارجية الروسية.
حيث قالت السفارة: "هناك تهديدات بشن هجمات على مراكز التسوق ومحطات السكك الحديدية والمترو وأماكن التجمعات العامة الأخرى في المناطق الحضرية الرئيسية، ومنها موسكو وسان بطرسبرغ، وكذلك في مناطق التوتر المتصاعد على الحدود الروسية مع أوكرانيا".
فيما طالبت السفارة، في بيان، المواطنين الأمريكيين في روسيا بضرورة أن تكون لديهم خطط لمغادرة البلاد،وقالت: "راجع خططك الأمنية الشخصية.. لتكن لديك خطط للمغادرة، ولا تعتمد على مساعدة الحكومة الأمريكية".
كما دعا متحدث باسم السفارة الأمريكية عبر حسابه على موقع "تويتر" الرعايا الأمريكيين إلى "توخي الحذر، وتجنب الحشود".
من جهتها، تساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عما إذا كانت الولايات المتحدة قد نقلت المعلومات المتعلقة بهجمات محتملة إلى روسيا، مردفة: "إذا لم يكن الأمر كذلك، كيف يمكن للمرء أن يفهم كل هذا؟"
في وقت سابق من يوم الأحد، قال مسؤول أمريكي إن لدى واشنطن معلومات استخباراتية تفيد بأن القادة العسكريين الروس تلقوا أوامر بالمضي قدماً في غزو أوكرانيا، وإنهم يضعون خططا قتالية.
إلا أن المسؤول ذكر، في تصريح لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، أن الأوامر لا تعني أن الغزو أمر مؤكد، إذ لا يزال بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تغييرها إذا غير رأيه.
بدوره، لفت البيت الأبيض إلى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يسافر إلى ويلمنغتون بولاية ديلاوير لمتابعة أمر يتصل بأسرته ليلة الأحد، وسيظل بدلاً من ذلك في واشنطن العاصمة".
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطِّط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، واتهمت الغرب بالتصرف بهستيريا، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.
كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.