تنشط عصابات المخدرات شديدة العنف في المكسيك بتجارة فواكه "الأفوكادو" المعروفة بـ"الذهب الأخضر"، بعد جفاف تدفقات إيراداتها الأخرى، وباتت هذه العصابات تستهدف المزارعين وتقتل وتعذب من يعارضونها منهم، بل تستولي على بساتينهم الخاصة وتزرعها.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 21 فبراير/ شباط 2022، إن العنف بات منتشراً في "ميتشواكان"، وهي الولاية المكسيكية الوحيدة المسموح لها بتصدير الأفوكادو إلى الولايات المتحدة.
تشهد الولاية قتالاً بين العصابات من أجل السيطرة على تجارة "الأفوكادو"، ومن بين هؤلاء كارتل "الجيل الجديد من خاليسكو" الوحشي.
وصلت الأزمة المروعة في الولاية إلى درجة أن القتال بين العصابات المتناحرة أدى إلى نزوح 35 ألف شخص، بعد أن نشرت الكارتلات قذائف صاروخية وسيارات مصفحة وطائرات مسيرة يمكنها إسقاط متفجرات.
بحسب الصحيفة البريطانية، فخلال الأسبوع الماضي، فُرض حظر مؤقت على واردات الأفوكادو المكسيكي لأمريكا، مما يُعرِّض صناعة تبلغ قيمتها 2.8 مليار دولار للخطر، لكن رُفع التعليق يوم 18 فبراير/شباط 2022، بعد أن وعدت المكسيك بضمان الحماية للمفتشين الزراعيين، لكنها فرضت تدقيقاً جديداً على الشبكات الإجرامية المتورطة في زراعة الفاكهة.
روبرت ألمونتي، المشير الأمريكي المتقاعد في تكساس والخبير في الكارتلات، قال إنَّ هذه العصابات تستفيد منذ فترة طويلة من الأعمال التجارية الزراعية المشروعة إلى جانب تجارة المخدرات.
العصابات شقت طريقها إلى صناعة الأفوكادو من خلال إصدار أوامر للمزارعين بدفع أموال الحماية لهم، بمعدلات تستند إلى حجم أراضيهم والعائد المتوقع من المحاصيل.
ألمونتي أشار إلى أن أية مقاومة قوبلت برد عنيف، إذ اختُطِف أفراد عائلات المزارعين واحتُجِزوا مقابل فدية، والآن بدأت الكارتلات عملياتها المتنامية.
أضاف ألمونتي أن العصابات في المكسيك تعلم بأن هنالك سوقاً كبيرة للأفوكادو، ولهذا السبب يسمونه "الذهب الأخضر"، وتدفع العصابات الناس إلى إخلاء الأرض حتى يتمكنوا من زراعة أشجار الأفوكادو والحصول على بساتين الأفوكادو الخاصة بهم.
بحسب ألمونتي أيضاً، فإن العصابات المكسيكية "لن تسمح لأي شخص أن يعترض طريقها، بما في ذلك السلطات نفسها. سيقتلونهم. وما يحب كارتل الجيل الجديد أن يفعله هو خطف ضحاياهم وتعذيبهم ثم قتلهم".
بدوره، فسّر ديفيد شيرك، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة سان دييغو، لجوء العصابات بالمكسيك إلى تجارة الأفوكادو، قائلاً إن "تقنين مخدر الحشيش في بعض الولايات الأمريكية وظهور العقاقير الاصطناعية مثل الفنتانيل، وهي مادة أفيونية المفعول، ربما أجبر الكارتلات على البحث عن مصادر دخل أخرى غير الكوكايين".