من خلال زيارة تبون لقطر استطاع الرئيس الجزائري، أن يجعل منها زيارة استثمار من الدرجة الأولى، وذلك بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات المهمة، التي كشفت عن تفاصيلها مصادر "عربي بوست".
وعلمت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيعقد لقاءً مساء اليوم الإثنين 21 فبراير/شباط 2021 مع رجال الأعمال القطريين للحديث عن فرص الاستثمار في الجزائر.
وسيكون اللقاء مع رابطة رجال الأعمال القطريين بفندق الشيراتون لقاء تاريخياً، بحيث لم تشارك هذه الرابطة في أي لقاء مع طرف جزائري منذ أن شاركت في الملتقى العاشر لمجتمع الأعمال العربي والذي أقيم تحت رعاية رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة 2006 أي قبل 16 سنة كاملة.
يُذكر أن هذا اللقاء لم يتم الكشف عنه في برنامج زيارة الرئيس الجزائري إلى قطر.
عرفت العلاقات الجزائرية القطرية نفساً جديداً منذ وصول تبون إلى السلطة نهاية 2019، حيث قام بالترخيص لقناة الجزيرة للعودة إلى الجزائر بعدما منعها من النشاط سلفه الراحل بوتفليقة لمدة 20 سنة.
استثمارات ضخمة
كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن الجزائر وخلال زيارة التبون لقطر اتفقتا على ضخ الأخيرة استثمارات ضخمة في المجال الزراعي بمليارات الدولارات.
وحسب ذات المصادر فإن الجزائر ستوكل إلى الدوحة مشروعاً ضخماً لتطوير المدن والسكك الحديدية، وإنشاء خطوط جديدة في عمق الصحراء الجزائرية تمتد لآلاف الكيلومترات وتصل إلى حد دولة النيجر.
وأضافت المصادر ذاتها، التي نقلت حديث تبون مع الجالية الجزائرية المقيمة بقطر، أن البلدين سيفتتحان خطاً بحرياً لنقل البضائع والأفراد بينهما لأول مرة.
وتستثمر قطر حالياً أكثر من ملياري دولار في مصنع واحد فقط هو مصنع "بلارة للحديد والصلب" شرقي الجزائر، ولها عدة استثمارات أخرى في مجالات الاتصال والنقل.
زيارة التبون لقطر
تتفوق قطر على كل الدول في مجال الاستثمار في الجزائر، بحيث تسيطر على 74% من مجموع الاستثمارات الأجنبية في واحد من أهم الدول الإفريقية.
وكشف رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة الطيب شباب، في تصريح لـ"وكالة الأنباء القطرية" على هامش زيارة التبون لقطر أن الفترة الأخيرة عرفت ارتفاعاً كبيراً في حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأكد المسؤول ذاته، أن النصف الأول من العام الجاري سيعرف عدداً من اللقاءات المهمة بين الجانبين الجزائري والقطري لزيادة التعاون والاستثمار.
وتهدف هذه اللقاءات إلى بحث سبل تعزيز التعاون وإعطاء الشراكة الجزائرية القطرية دفعة قوية، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية.
وقال الطيب شباب للوكالة القطرية، إن البلدين لديهما رغبة في توسيع حجم الاستثمارات لاسيما في مجال البتروكيماويات.
أما أكبر الشركات القطرية المستثمرة في الجزائر، فكشف المتحدث أنها شركة "أوريدو" للاتصالات والتي تملك قرابة 13 مليون مشترك جزائري.
ماذا عن السياسة؟
بدا جلياً أن الجزائر عقب تولي الرئيس عبد المجيد تبون اختارت بسرعة في أي معسكر ستكون، لا سيما أن الوضع الإقليمي المحيط بها كان صعباً.
وأكدت زيارة أمير قطر إلى الجزائر مباشرة بعد تولي تبون السلطة أن البلدين على توافق كبير في المسائل الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة في ليبيا والقضية الفلسطينية والموقف من التطبيع.
وتؤيد قطر عقد القمة العربية في الجزائر وجعلها قمة فلسطين، لكنها تختلف مع الجزائر في جزئية عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وترى قطر أن الأسباب التي دعت لتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية لا تزال قائمة.
ويرى المحلل الاقتصادي مراد ملاح أن الاهتمامين الجزائري والقطري بالزيارة والوفد الجزائري الكبير المرافق لتبون يوحي بمدى مساحات التعاون الكبيرة التي يطمح إليها الطرفان في مجال الاقتصاد والمشاريع والاستثمار.
وكشف المحلل الجزائري المقيم في قطر لـ"عربي بوست" أن المحادثات في المجال الاقتصادي بين الطرفين خلال زيارة التبون لقطر توسعت لتشمل مشاريع مهمة في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية، وهي سابقة في تاريخ العلاقات بين الدوحة والجزائر، على حد تعبيره.
كما أكد ملاح أن ما ميز زيارة التبون لقطر هو إيلاء أهمية كبيرة إلى الجانب الاقتصادي على الجانب السياسي، الذي يبدو أن الدولتين على توافق تام في أغلب الملفات المطروحة.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”