قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد 20 فبراير/شباط 2021، إن الرئيس جو بايدن مستعد للتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في "أي وقت وبأي شكل لمنع الحرب"، مشدّداً على أن بلاده ستفعل ما بوسعها لثني بوتين عن قراره.
فيما أكد، في حديث مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن "كل شيء يحدث على الأرض في أوكرانيا، بما في ذلك الإعلان عن تمديد مناورات عسكرية تجريها روسيا وروسيا البيضاء، يشير إلى أن العالم يقف على شفا غزو روسي لأوكرانيا"، موضحاً أن "استمرار المناورات الروسية البيلاروسية يجعلنا أكثر قلقاً بشأن هذا الغزو".
إلا أن بلينكن أشار في الوقت نفسه إلى أن "الولايات المتحدة ملتزمة حتى آخر دقيقة باغتنام كل فرصة لترى ما إذا كانت الدبلوماسية ستجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتراجع عن الغزو".
كما أضاف: "أعددنا مع حلفائنا حزمة عقوبات كبيرة ضد روسيا في حال غزوها أوكرانيا"، منوهاً في الوقت نفسه إلى أنه سيلتقي نظيره الروسي خلال الأسبوع المقبل في أوروبا إذا لم يحدث الغزو الروسي لأوكرانيا.
مناورات عسكرية متواصلة
في وقت سابق من يوم الأحد، أعلن وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين أن بلاده وروسيا ستواصلان المناورات المشتركة، إثر تدهور الوضع في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا وزيادة الأنشطة العسكرية على الحدود.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مع اختتام المناورات العسكرية المشتركة "عزيمة الحلفاء 2022" بين روسيا وبيلاروسيا.
حيث قال خرينين إن رئيسي البلدين قررا مواصلة المناورات على خلفية زيادة الأنشطة العسكرية بالقرب من حدود روسيا وتفاقم الوضع في منطقة دونباس، مؤكداً أن تلك المناورات تهدف إلى "تخفيف التوتر والرد على الاستعدادات العسكرية ذات النوايا السيئة على الحدود المشتركة".
خرينين تابع: "البلدان المجاورة لنا تتم تعبئتها بشكل عاجل بأحدث الأسلحة".
"عقوبات غير مسبوقة"
كانت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قالت، السبت، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيفرضون إجراءات اقتصادية "كبيرة ولم يسبق لها مثيل" ضد روسيا إذا هاجمت أوكرانيا، مضيفة: "يجب عدم تغيير الحدود الوطنية بالقوة".
إذ قالت في كلمة ألقتها هاريس أمام مؤتمر ميونخ للأمن: "أستطيع القول بثقة مطلقة إنه إذا غزت روسيا أوكرانيا فإن الولايات المتحدة ستفرض مع حلفائنا وشركائنا تدابير اقتصادية كبيرة ولم يسبق لها مثيل.. لقد أعددنا إجراءات اقتصادية ستكون سريعة وقاسية ومتماسكة.. سنستهدف المؤسسات المالية الروسية والصناعات الرئيسية".
كما لفتت إلى أن واشنطن لن تكتفي بالإجراءات الاقتصادية، بل ستزيد من تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" حال وقع الغزو.
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطِّط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، واتهمت الغرب بالتصرف بهستيريا، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.
كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.