قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، السبت 19 فبراير/شباط 2022، إن "روسيا اتخذت القرار على ما يبدو وتتحرك لمواقع تمكِّنها من شن هجوم على أوكرانيا"، فيما حذّرت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، موسكو من عقوبات "هائلة وغير مسبوقة" على المشاركين والمحرضين على هذا الغزو المحتمل.
حيث قال أوستن، في مؤتمر صحفي من ليتوانيا: "إذا نظرت إلى الموقف الذي يتبناه اليوم (في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، فمن الواضح أنه اتخذ قراراً وأنهم يتحركون إلى المواقع الصحيحة لشن هجوم"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
بينما أضاف أوستن بشأن إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي: "أعتقد أننا يجب أن نحاول حتى اللحظة الأخيرة التي لا يكون فيها ذلك ممكناً".
"عقوبات غير مسبوقة"
من جهتها، قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيفرضون إجراءات اقتصادية "كبيرة ولم يسبق لها مثيل" ضد روسيا إذا هاجمت أوكرانيا، مضيفة: "يجب عدم تغيير الحدود الوطنية بالقوة".
جاء ذلك في كلمة ألقتها هاريس أمام مؤتمر ميونخ للأمن، الذي انطلقت أعماله الجمعة ويستمر 3 أيام، بمدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
حيث قالت: "أستطيع القول بثقة مطلقة إنه إذا غزت روسيا أوكرانيا فإن الولايات المتحدة ستفرض مع حلفائنا وشركائنا تدابير اقتصادية كبيرة ولم يسبق لها مثيل.. لقد أعددنا إجراءات اقتصادية ستكون سريعة وقاسية ومتماسكة.. سنستهدف المؤسسات المالية الروسية والصناعات الرئيسية".
كما لفتت إلى أن واشنطن لن تكتفي بالإجراءات الاقتصادية، بل ستزيد من تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" حال وقع الغزو.
فيما استطردت هاريس قائلة إن "روسيا تقول إنها جاهزة للحوار، لكنها في الوقت نفسه تضيق المسارات نحو الدبلوماسية.. إن أفعال روسيا لا تتطابق ببساطة مع أقوالها"، موضحة أن "الولايات المتحدة والحلفاء في الناتو والشركاء منفتحون على الدبلوماسية الجدية للحوار مع روسيا".
لكن نائبة الرئيس الأمريكي استدركت بالقول: "في حال فشل المسار الدبلوماسي فالولايات المتحدة لديها قوات مستعدة لأي طارئ".
بينما شددت على أن "الولايات المتحدة منفتحة على الدبلوماسية وهي أولويتها"، منوهة إلى أن واشنطن "قدمت مساعدات ملحوظة لأوكرانيا، وستستمر في ذلك".
في حين ذكرت أن بلادها نشرت حوالي 6 آلاف عسكري إضافي في رومانيا وبولندا وألمانيا، وقالت إن "قواتنا لن تشارك في القتال في أوكرانيا، باعتبارها ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، إلا أنها ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو".
قوات الردع الاستراتيجي الروسية
في وقت سابق من يوم السبت، أطلقت قوات الردع الاستراتيجي الروسية تدريبات عسكرية تشمل إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة، بحسب إعلام محلي.
إذ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن بوتين "أمر ببدء التدريبات" التي تتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وفق قناة "روسيا اليوم".
كان انفصاليو دونيتسك ولوغانسك الموالون لروسيا قد أعلنوا، في وقت سابق من السبت، التعبئة العامة على خلفية التوتر العسكري في منطقة دونباس.
هذه التعبئة العامة جاءت وسط عملية إجلاء جماعي للنساء والأطفال وكبار السن من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا المجاورة.
يشار إلى أن الانفصاليين المدعومين من روسيا كانوا قد أعلنوا من جانب واحد استقلال دونيتسك ولوغانسك في دونباس عن أوكرانيا ربيع 2014.
جدير بالذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو توترت على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية في 16 مارس/آذار 2014، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".