أعربت السعودية، السبت 19 فبراير/شباط 2022، عن تطلعها إلى تحديد موعد لعقد جولة خامسة من المحادثات المباشرة مع إيران "رغم عدم إحراز تقدم جوهري" بينهما في الجولات السابقة، داعية طهران إلى تغيير سلوكها في المنطقة.
جاء ذلك بحسب ما نقله إعلام سعودي عن وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان آل سعود، خلال مشاركته في جلسة حوارية بمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا.
حيث قال بن فرحان: "نتطلع لـ(عقد) جولة خامسة من المحادثات مع إيران، رغم عدم إحراز تقدم جوهري (بيننا)"، معرباً عن أمله أن "تكون هناك رغبة جادة من قبل طهران لإيجاد أسلوب جديد للعمل في المنطقة"، وفق ما أفادت فضائية العربية السعودية.
فيما أضاف: "على طهران أن تعدل في أولوياتها بالمنطقة أولاً"، لافتاً إلى أن المملكة "تسعى إلى تقليل التوتر في المنطقة"، بحسب ما نقلته قناة الإخبارية السعودية الرسمية.
إحياء الاتفاق النووي
الوزير السعودي أوضح أنه إذا تم إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، فإن ذلك يجب أن يكون "نقطة انطلاق لا نهاية المطاف" من أجل معالجة المخاوف في المنطقة، مشدّداً على أن الرياض لا تزال مهتمة بإجراء محادثات مع طهران.
كما أردف: "سيتطلب ذلك بالفعل من جيراننا في إيران رغبة جادة في معالجة القضايا الأساسية القائمة، مستطرداً: "إذا رأينا تقدماً جوهرياً في هذه الملفات، فعندئذ، نعم، التقارب ممكن. حتى الآن لم نرَ ذلك".
بينما ذكر بن فرحان أن إيران تواصل تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية وأجزاء من الطائرات المسيرة بالإضافة إلى أسلحة تقليدية، وهو ما تنفيه طهران والجماعة.
في حين تابع وزير الخارجية السعودي، في إشارة إلى الجهود المتعثرة التي تقودها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن: "هذا لا يساهم في إيجاد طريق لتسوية هذا الصراع، لكننا ملتزمون وندعم ممثل الأمم المتحدة".
في وقت سابق من شهر فبراير/شباط، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن طهران مستعدة لإجراء المزيد من المحادثات إذا كانت الرياض مستعدة لعقدها في أجواء من التفاهم والاحترام المتبادلين.
4 جولات من المباحثات المباشرة
كانت العاصمة العراقية بغداد قد احتضنت 4 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولي السعودية وإيران، تركزت على النقاط الخلافية، أبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
آخر تلك الجولات المباشرة كانت خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
يشار إلى أنه في 6 فبراير/شباط الجاري، بحث العراق والسعودية أسباب تأخر عقد جولة خامسة من المباحثات بين طهران والرياض، والتي تهدف إلى إنهاء قطيعة دامت نحو 6 سنوات بين البلدين، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، تنديداً بإعدام الرياض رجل الدين الشيعي، نمر النمر، بتهمة الإرهاب.
في حين تصاعد التوتر بين البلدين في عام 2019 بعد هجوم على منشآت نفطية سعودية حمَّلت الرياض مسؤوليته لإيران، وهو اتهام تنفيه طهران. ولا يزال التوتر محتدماً في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران أيضاً.
يأتي ذلك بينما تواصل الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي انسحبت منه واشنطن قبل نحو ثلاث سنوات وعارضته الرياض؛ لعدم معالجته برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتصرفات إيران الإقليمية.
جدير بالذكر أن دولاً خليجية، تتقدمها السعودية، تتهم إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران مراراً وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.