نجحت منظمات حقوقية في إسبانيا بالانتصار لقُصَّر مغاربة، الخميس 17 فبراير/شباط 2022، حيث حصلت على حكم قضائي من محكمة سبتة، يأمر بوقف ترحيلهم بعدما طردت حكومة مدريد عدداً كبيراً منهم إلى المغرب على خلفية أزمة دبلوماسية بين البلدين كما اتهمت المحكمة السلطات الإسبانية بانتهاك حقوق القُصر.
يأتي قرار المحكمة بعد ترحيل إسبانيا حوالي 350 قاصراً إلى المغرب، تحرّك على إثرها منظمات حقوقية وسلّطت الضوء على القضية، معتبرة قرار مدريد غير قانوني وينتهك حقوق القاصرين، وفق ما ذكره موقع صحيفة إل دياريو الإسبانية.
المنظمات غير الحكومية في إسبانيا حذرت من أن عملية الطرد لم تكن منعزلة، بل إن عمليات طرد أخرى تمت في الأشهر الأخيرة دون أن تقدم مدريد ضمانات للقُصَّر.
وأضافت المنظمات أن الأطفال المغاربة لم يكن لديهم محامون لتمثيلهم في إسبانيا، وبمجرد وصولهم إلى الأراضي المغربية، لم تتمكن من الاتصال بهم، وبالتالي لم يتم توثيق قضاياهم، بحسب الصحيفة ذاتها.
وفي مايو/أيار الماضي، استدعت الخارجية الإسبانية سفيرة المغرب لديها كريمة بنيعيش، احتجاجاً على تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة.
منظمات دولية تدين قرار مدريد
وأثارت قضية القصَّر المغاربة ضجة عالمية بسبب ما وصفته منظمات حقوقية بانتهاكات قانونية ضد قصر؛ إذ طالبت منظمة العفو الدولية أنخيل غونزالو، في وقت سابق، السلطات الإسبانية بوقف عمليات الطرد، والشفافية بشأن أفعالهم، مضيفًا أن المنظمة تتحدث مع المدعين العامين، لأن "عمليات الطرد هذه تنتهك القانون الدولي".
فيما دعت منظمة "أنقذوا الأطفال" من جهتها السلطات الإسبانية لتقييم احتياجات كل طفل وعدم ترحيلهم بشكل جماعي.
المغرب يتحرك في قضية القُصَّر
ويشار إلى أن العاهل المغربي محمد السادس كان قد أصدر في وقت سابق 2021، توجيهاته للحكومة المغربية من أجل إعادة القصّر المغاربة الذين لا يوجد معهم مرافق ودخلوا الاتحاد الأوروبي بطريقة غير مشروعة، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفها جيب سبتة، التي تحكمها إسبانيا.
حسب بيان مشترك لوزارتي الداخلية والخارجية وقتها، فإن "ملك البلاد دعا وزيري الداخلية عبد الوافي لفتيت، والخارجية ناصر بوريطة، إلى تسوية قضية القاصرين غير المرفوقين الموجودين في وضعية غير نظامية في بعض الدول الأوروبية".
وبين 17 و20 مايو/أيار الماضي، تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي، بينهم قُصر، من المغرب إلى مدينة "سبتة" الخاضعة لإدارة إسبانية، بعد توتر العلاقة بين الرباط ومدريد، على خلفية استضافة الأخيرة لزعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي من أجل العلاج من فيروس كورونا بـ"هوية مزيفة"، منذ 21 أبريل/نيسان الماضي.
وفيات المهاجرين خطيرة
وفي سياق متصل، قالت البحرية الملكية المغربية إنها أنقذت 120 مهاجراً كانوا يحالون الوصول إلى إسبانيا على متن قوارب متهالكة، في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، بين يومي 12 و13 شباط/فبراير.
وغرق المهاجرين قبالة سواحل المغرب، لاسيما الراغبين في الوصول إلى أوروبا، بات أمراً يثير مخاوف منظمات عدة، إذ قدرت منظمة "كاميناندو فرونتيراس" أعداد المهاجرين المتوفين أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عام 2021 بأكثر من 20 ألفاً (أدرج معظمهم في عداد المفقودين إذ لم يعثر على جثثهم)، وفقاً لموقع هجرة عربية.
ويصف وزير الشؤون الخارجية الاسباني خوسي مانويل ألباريس دخول 10 آلاف مهاجر إلى سبتة الخاضعة لسيادة إسبانيا بأنه "إجراءات أحادية الجانب" ويرى أن عودة العلاقات الطبيعية بين بلاده والمغرب ستطول، مجدداً رغبة إسبانيا في إيجاد تسوية سياسية للنزاع في الصحراء الغربية، وفق ما صرّح به لصحف إسبانية.