استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، إثر مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوة للاحتلال وسط الضفة الغربية، فيما دعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى تصعيد المقاومة والحراك الشعبي في الضفة الغربية.
حيث قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن مواطناً استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة النبي صالح غربي مدينة رام الله.
فيما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، قولها إن نهاد أمين البرغوثي (20 عاماً) من قرية "كفر عين،" شمالي رام الله (وسط)، استشهد عند مدخل قرية النبي صالح المحاذية لقريته.
المصادر أضافت أن الشاب أصيب برصاصة حية في الصدر، ونقل لتلقي العلاج بالمستشفى الاستشاري في رام الله، قبل أن يعلن عن استشهاده.
من المقرر أن يتم تشييع جثمان الشهيد يوم الأربعاء 16 فبراير/شباط، في قريته "كفر عين".
مواجهات مع جنود الاحتلال
من جانبه، قال باسم التميمي الناشط في المقاومة الشعبية بقرية "النبي صالح"، إن "عدداً من الشبان تجمعوا في أحد شوارع مركز البلدة (دون توضيح السبب) وكان البرغوثي بينهم، وأطلق الجنود المتمركزون عند مدخل القرية الرصاص عليهم".
التميمي لفت إلى أن "الشاب أصيب برصاصة حية، قبل اندلاع أي مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "جريمة إعدام الشاب نهاد أمين البرغوثي"، معتبرة أن "هذه الجريمة حلقة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال".
"جريمة إرهابية"
في حين حمّلت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، وبأنها جزء لا يتجزأ من جرائم الإرهاب للمؤسسة الاحتلالية الرسمية"، مؤكدة أن "تلك الجريمة تعكس ثقافة الإجرام العنصرية التي تسيطر على مراكز صنع القرار في دولة الاحتلال".
كما طالبت الوزارة الفلسطينية، "المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والمحكمة الجنائية الدولية بالبدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال ومستوطنيه".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قبل وقت قصير اقترب نحو عشرة فلسطينيين من نقطة عسكرية مأهولة بالقرب من قرية النبي صالح".
بينما زعم أن "الفلسطينيين رشقوا بالحجارة الجنود الإسرائيليين، الذين ردوا بوسائل تفريق المتظاهرين (تشمل إطلاق نار في الهواء أو تجاه الهدف بشكل مباشر)، شمل إطلاق الرصاص الحي".
كذلك أضاف جيش الاحتلال أنه تم "اعتقال مشتبه به"، لافتاً إلى أنه "على علم بالتقارير التي أفادت بمقتل فلسطيني نتيجة لإطلاق النار، وأن الحادث قيد الفحص"، على حد قوله.
دعوات لتصعيد المقاومة الشاملة
في السياق ذاته، نعت حركة "حماس" البرغوثي، وقالت إن رحيله جاء "بعد رحلة تضحية وصبر على عامين من الاعتقال في سجون الاحتلال، ليؤكد أن شعبنا لا يزال على عهده مع المقاومة ومواجهة الاحتلال".
وأضافت الحركة، في بيان لها، أن "دماء البرغوثي ودماء شهدائنا وجرحانا، وتضحيات أسرانا في سجون الاحتلال، ستثمر لهيباً يشتعل تحت أقدام العدو".
فيما دعت الحركة الفلسطينيين "للمضي على طريق الشهداء، وتصعيد المقاومة بأشكالها كافة، وتثبيت البوصلة للتصدي لجرائم المحتل ومستوطنيه، وعدم السماح لهم بالتغول على الدم والحياة والأرض والممتلكات الفلسطينية".
من جهتها، حمّلت حركة "الجهاد الإسلامي"، إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن استهداف الشعب الفلسطيني، وتصعيدها الخطير لوتيرة اعتداءاتها في الضفة والقدس المحتلتين".
أيضاً دعت "الجهاد"، في بيان، المجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته، والتحرك حيال ما تقوم به قوات الاحتلال من إرهاب بحق شعبنا وانتهاكات وقتل وهدم ومصادرة للأرض وتهويد للمقدسات".
كما دعت الشعب الفلسطيني "للعمل على تصعيد الحراك الشعبي، وتصعيد المواجهات، والتصدي لقوات الاحتلال على كل نقاط التماس المختلفة رداً على هذه الجريمة النكراء (استشهاد البرغوثي)".
في وقت سابق الثلاثاء، قال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوة إسرائيلية في بلدة النبي صالح، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
جدير بالذكر أن تقديرات إسرائيلية وفلسطينية تشير إلى وجود نحو 650 ألف إسرائيلي، بمستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.