قال رئيس الحكومة الليبية المكلف من قِبل البرلمان في طبرق فتحي باشاغا، الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، إنهم ماضون في تشكيل الحكومة، موضحاً أنه سيتسلم مهامه بطرق سلمية دون أي عوائق.
جاء ذلك في كلمة مصورة نشرها باشاغا عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، وأشار إلى أنه سيتم "تقديم الحكومة إلى مجلس النواب في الزمن المحدد".
باشاغا أشار إلى أن "عملية التسليم والتسلم ستتم وفق الآليات القانونية والدستورية بالطرق السلمية ولن تكون هناك أي عوائق"، موضحاً أنه بدأ في "المشاورات اللازمة مع جميع الأطراف".
كذلك أوضح باشاغا أن يجري "مشاورات يومية مع مجلس النواب ومجلس الدولة ومؤسسات المجتمع المدني"، مؤكداً على إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة.
حتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يأمل الليبيون أن تسهم في إنهاء النزاع في بلدهم الغني بالنفط.
كان مجلس النواب في طبرق قد صوّت بالإجماع على اختيار وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً للحكومة الجديدة، وكلفه بتشكيل حكومته في غضون 15 يوماً.
البرلمان في طبرق اختار باشاغا عوضاً عن رئيس الحكومة الحالي عبد الحميد الدبيبة، الأمر الذي يرفضه الأخير ويتمسك باستمرار حكومته استناداً إلى مخرجات ملتقى الحوار السياسي، الذي حدد مدة عمل السلطة التنفيذية الانتقالية بـ18 شهراً تمتد حتى يونيو/حزيران 2022.
يرى البرلمان، الذي يتخذ مقراً في مدينة طبرق شرق البلاد، أن ولاية حكومة الدبيبة انتهت بعد تأجيل الانتخابات، لكن الأخير أعلن أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.
في ظل هذه الفوضى السياسية، التقت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، مع الدبيبة وباشاغا، الأحد 13 فبراير/شباط 2022، ودعتهما إلى "الحفاظ على الاستقرار" في البلاد، من دون أن تتخذ موقفاً من الصراع الجاري بينهما حول منصب رئيس الوزراء، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويليامز أكدت في لقائها مع الدبيبة الذي التقته بالعاصمة طرابلس على "أهمية أن تعمل جميع الأطراف للحفاظ على الاستقرار"، فيما قالت خلال لقائها باشاغا إنه من "الضروري المضي قدماً بطريقة شفافة وتوافقية (…) والحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد".
كان المتحدث باسم الأمم المتحدة قد صرح، الخميس 10 فبراير/شباط 2022، بأن المنظمة تواصل الاعتراف بالدبيبة رئيساً للوزراء، قبل أن يعدّل الأمين العام الموقف الجمعة معلناً أنه "أخذ علماً" بتكليف باشاغا، ودعا "جميع الأطراف إلى الحفاظ على الاستقرار في ليبيا كأولوية مطلقة".
يأتي هذا، بينما تشهد ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفط في إفريقيا، حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، بعد احتجاجات أطاحت به.
بعد سنوات من العنف، أدت عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة إلى تعيين عبد الحميد الدبيبة رئيساً للوزراء مطلع عام 2021، لإدارة المرحلة الانتقالية، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
لكن تم تأجيل الاقتراع الذي كان مقرراً في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات بين الفاعلين.