قال قائد عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إن طلبات قدمها بعض الأشخاص ومن بينهم زوجة الرئيس الأمريكي السيدة الأولى جيل بايدن، والبابا فرنسيس، أعاقت الانسحاب وزادت من العبء على القوات الأمريكية.
صحيفة The Times البريطانية، قالت السبت 12 فبراير/شباط 2022، إن لواء البحرية بيتر فاسيلي أشار إلى أنهم تلقوا أثناء الإجلاء مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني ورسائل هاتفية، وبعضها ورد من عسكريين متقاعدين ووسائل إعلامية.
وصف فاسيلي هذه الرسائل بـ"الإلهاء" الذي "خلق منافسة على موارد مضغوطة أصلاً"، وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي فاقمت هذه الصعوبات بالحملاتها التي تطالب الجيش بإنقاذ كلاب بعينها.
اللواء الأمريكي أوضح أن الأولوية المعلنة كانت إجلاء المواطنين الأمريكيين أولاً، ثم المقيمين الدائمين، ثم الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة طوال حربها التي استمرت 20 عاماً.
أشار فاسيلي الذي يبلغ من العمر 54 عاماً، لمحققين في الجيش، في تقرير رُفعت عنه السرية وحصلت عليه صحيفة The Washington Post، إلى أن "ما حدث أن جميع مَن في البيت الأبيض سايروا الموجة السائدة الجديدة لتحديد الأولويات".
رداً على سؤال من كبير محققي الجيش العميد لانس كيرتس عن إن كان البابا والسيدة الأولى طلبا المساعدة لأشخاص بعينهم، رد فاسيلي: "هذا صحيح. فقد اتصل بي ممثلون عن الكرسي الرسولي لمساعدة الوحدة العسكرية الإيطالية"، وأضاف: "هذه الطلبات رفيعة المستوى استهلكت طاقتنا بدرجة لا يمكنني وصفها".
جاءت تصريحات اللواء فاسلي في شهادة أمام تحقيق الجيش الأمريكي في التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة ما يقدر بنحو 170 مدنياً أفغانياً و13 جندياً أمريكياً أمام مطار كابُل الدولي في 26 أغسطس/آب 2021.
إذ تدفقت آلاف الالتماسات على مركز العمليات الأمريكي في مطار كابُل خلال عملية الإخلاء التي استمرت 17 يوماً، وهذا دفع فاسيلي إلى تحويل الجنود إلى "خلية تنسيق" للنظر في هذه الالتماسات.
مسؤول بالبيت الأبيض قال إن المعلومات التي أُرسلت إلى المطار ربما ساعدت في تحديد من هم بحاجة إلى المساعدة، وتُركت مهمة الإشراف التنفيذي لفاسيلي. وقال المسؤول: "هؤلاء كانوا يحاولون بحُسن نية تسهيل إجلاء الأشخاص الذين كانوا قلقين عليهم".
كانت أمريكا قد انسحبت نهاية أغسطس/آب 2021 من أفغانستان بعد عقدين من تواجدها هناك، وهي فترة كلّفت قوات التحالف فقدان أكثر من 3500 جندي، فيما أنفقت الولايات المتحدة أكثر من تريليوني دولار على أفغانستان، أي أكثر مما ساهمت به في خطة مارشال التي أعادت بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.