لا تزال قضية الطفل السوري المختطف في مدينة إبطع بمحافظة درعا جنوب سوريا، فواز القطيفان، ذي 8 أعوام، تتصدَّر مواقع التواصل الاجتماعي والديوانيات الشعبية، وسط مناشدة للجهات المختصة، لإنقاذه من خاطفيه، وصراخه بعد نشرهم فيديو يُظهر التعذيب الوحشي الذي تعرَّض له الطفل، ومطالبة خاطفيه بفدية مادية قدرها 500 مليون ليرة سورية، مقابل إطلاق سراحه.
وقضية الطفل السوري المختطف فواز القطيفان، منذ أكثر من 3 أشهر، أخذت طابعاً سرياً إلى حد ما، للحفاظ على حياة الطفل وسلامته، وسط مفاوضات بين ذويه والخاطفين عبر تطبيقات "واتساب وتلغرام"، إلا أن انتشار الفيديو الأخير الذي يعرض تعذيبه على أيدي خاطفيه، وتزامنه مع قضية الطفل المغربي الذي علق في بئر عميقة في المغرب ونالت اهتمام العالم، أثار ذلك الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات حثيثة لإنقاذه والمطالبة بحماية الأطفال السوريين.
آخر تطورات قضية اختطاف الطفل فواز القطيفان:
وما يزال الطفل "فواز القطيفان" قيد الاختطاف، ولا يوجد أي تواصل بين ذوي الطفل والخاطفين منذ أيام، منذ منحهم المهلة لدفع الفدية وقد تم جمع المبلغ الذي طلبه الخاطفون كاملاً، وتنتظر العائلة تواصل الخاطفين كي يتم دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الطفل. وما يتم تداوله من أنباء أخرى حول ذلك حتى لحظة إعداد هذا الخبر هي عارية عن الصحة.
عملية الخطف وبداية التفاوض
يقول عم الطفل مصعب القطيفان، لـ"عربي بوست"، إن ابن أخيه اختُطف في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، وهو في طريقه إلى المدرسة، على يد ثلاثة رجال ملثمين يركبون دراجات نارية وبصحبتهم امرأة ترتدي خماراً، كانت مهمتها أن تدل الخاطفين على الطفل فواز، وتمت عملية الاختطاف للطفل في مكان مزدحم
ويضيف: "عقب عملية الاختطاف بساعات، أجرى الخاطفون اتصالاً عبر تطبيق (الواتساب) مع والد الطفل الذي يقيم في دولة الكويت ويعمل (عاملاً حراً)، وصرحوا بأن الطفل بحوزتهم، وبعدها بنحو 5 أيام، أجروا اتصالاً آخر عبر تطبيق (تيليغرام)، وإرسال صور للطفل لإثبات صحة كلامهم، وإرغام أعمام ووالد الطفل على التفاوض معهم حول تقديم فدية مالية 200 ألف دولار، وأصروا على أن المبلغ يجب أن يكون بالدولار الأمريكي، مقابل إطلاق سراحه".
وأوضح أنه "بعد مفاوضات طويلة وشبه سرية مع الخاطفين خلال المرحلة الأولى، تم تنزيل المبلغ إلى 500 مليون ليرة، وقامت العائلة بتأمين مبلغ 250 مليون ليرة، بعدما تم بيع أرض تعتبر إرثاً للعائلة، واقتراض 50 مليون ليرة أخرى، ليصل المبلغ إلى 300 مليون، لتفشل بعدها المفاوضات، ورفضَ الخاطفون إطلاق سراح الطفل بهذا المبلغ وأصروا على المبلغ المتفق عليه (500) مليون ليرة سورية، ما أدى إلى حالة إحباط شديدة في العائلة وتعيش في صدمة، وخصوصاً والدَي الطفل المخطوف، حتى إن الوالد لم يستطِع الحديث؛ لأنه حتى الآن لم يستفِق من الصدمة الكبيرة التي أصابته عندما سمع بخبر اختطاف ابنه الوحيد.
في حين أن جدته، أم والده، هي أيضاً تعرضت لوعكة صحية خطيرة وهبوط حاد بضغط الدم، ما دفع العائلة في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى إطلاق نداء إنساني عاجل لأهالي محافظة درعا ومغتربيها، من أجل مساعدتهم واستكمال مبلغ الفدية الذي طالبت به الجهة الخاطفة وإنقاذ الطفل".
المهلة الأخيرة، والطفل: "مشان الله لا تضربوني"
أرسل الخاطفون للطفل السوري فواز القطيفان، من مدينة إبطع في محافظة درعا، يوم الجمعة 4 فبراير/شباط الجاري، تسجيلاً مصوراً يظهر فيه الطفل أثناء تعذيبه على أيدي الخاطفين وهو عارٍ ينادي ويستنجد خاطفيه التوقف عن ضربه، ويقول: "مشان الله لا تضربوني"، للضغط على أهل الطفل المخطوف، وذلك بعد تأخرهم في جمع المبلغ المطلوب وهو 500 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 140 ألف دولار أمريكي، وآخر مهلة لتحرير الطفل يوم الأربعاء 9 فبراير، وهو ما أثار عضباً واسعاً من قِبَل السوريين على وسائل التواصل الإجتماعي وفي محافظة درعا وعموم المحافظات السورية وإطلاق حملة تضامن، تحت وسم "#أنقذوا_الطفل_فواز_القطيفان".
من جهتها، ناشدت "عشائر حوران"، في درعا، البحث عن الطفل ومحاسبة الخاطفين، وقالت في بيانها: "إن جمع التبرعات يمكن أن يحرر هذا الطفل، ولكن ستتكرر هذه الظاهرة إن لم يأخذ هؤلاء عقابهم"، وإن "التسجيل المصور الذي ظهر فيه الطفل فواز وهو يتعرض للتعذيب الوحشي من قِبَل خاطفيه وما فيه من إهانة للروح البشرية مقابل المال، يعد عملاً إجرامياً يجب البحث وملاحقة هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم".
حالات خطف متكررة "والإنفلات الأمني".
وقال ناشطون سوريون إن حالة اختطاف الطفل فواز ليست الأولى، إذ اختفت الطفلة سلام الخلف، ذات (10 أعوام)، في أثناء عودتها من مدرستها في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي عام 2020، ورغم مناشدات ذويها وعرضهم دفع مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بمعلومة عن مصيرها، إلا أنه ما زال مصيرها مجهولاً حتى الآن.
واختفى الطفل ميار علاء الحمادي، البالغ من العمر 6 أعوام، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بظروف مشابهة، وأطلق الخاطفون سراحه بعد دفع فدية مالية لم يعلن عن المبلغ بحسب الاتفاق الذي جرى حينها بين ذوي الطفل والخاطفين.
ويعزو الناشطون السوريون إلى أن سبب تكرار حالات الاختطاف للأطفال من قبل العصابات في درعا ومناطق أخرى من سوريا، تعود لغياب الأمن وفشل قوات النظام والجهات الأمنية بحفظ الأمن.
فنانون سوريون وعرب يتضامنون مع قضية الطفل السوري فواز
وعبَّر عدد من الفنانين السوريين والنجوم العرب عن غضبهم حول قضية الطفل فواز عملية اختطافه من قِبل مجهولين لمدة 3 أشهر، ونشر تسجيلاً مصوراً يظهر فيه الطفل وهو يتعرض للتعذيب على أيدي الخاطفين، مقابل دفع مبلغ فدية 500 مليون ليرة سورية.
ونشرت الفنانة اللبنانية "نانسي عجرم" على ستوري صفحتها في موقع "إنستغرام"، صورة كاريكاتيرية للطفل فواز القطيفان، للتعبير عن حزنها العميق للوضع والتعذيب النفسي والجسدي الذي يعيشه الطفل على أيدي خاطفيه.
ونشرت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، تغريدة على موقع تويتر، كتبت فيها: "شفتو إنو الشياطين عايشين بيناتنا، شفتو إنو الحرب قائمة بين البراءة والنجاسة، الله يسامحكن ويهديكن الرحمة لقلوبكن الظالمة يا بلا ضمير، ولك طفل عم تستقوي عليه يا ويلكن من الله يا شياطين".