تبدأ أوكرانيا الخميس 10 فبراير/شباط 2022 مناورات عسكرية أُعلن عنها مسبقاً، رداً على تدريبات تجريها روسيا على أراضي روسيا البيضاء المجاورة، والتي فسّرتها كييف والغرب على أنها تأتي في إطار تصعيد عسكري روسي في المنطقة.
مناورات أوكرانيا رافقتها انتقادات أوروبية لتحركات موسكو العسكرية، في حين كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن روسيا تعتزم بدء تدريبات استراتيجية نووية قريباً، محذراً من أن تحركات الكرملين تسير في الاتجاه الخاطئ، على الرغم من الجهود الرامية للتوصل لحل دبلوماسي.
المسؤول البريطاني قال إن بريطانيا اطلعت على معلومات مخابراتية تشير إلى أن روسيا تعد خططاً لتنفيذ عمليات كذريعة لغزو أوكرانيا، إضافة إلى شن هجمات إلكترونية وغيرها من أنشطة زعزعة الاستقرار.
وأضاف والاس، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أن روسيا لا تزال تعزز مجموعاتها القتالية وهي تخطط لبدء تدريبات استراتيجية نووية قريباً.
مناورات جديدة لروسيا تحيي مخاوف الغرب
يشار إلى أن مناورات روسيا الأخيرة التي أجرتها بمشاركة بيلاروسيا أحيت مخاوف الدول الغربية، التي حاولت التوصل إلى اتفاق تهدئة مع موسكو لكن دون نتيجة؛ حيث اعتبرت باريس تحركات موسكو العسكرية مؤشراً على العنف، فيما قال وزير الخارجية البريطاني إنه لا يمكن تجاهل تحركات القوات الروسية، فيما أعلن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بدروه، أن بلاده ستجهز ألف جندي إضافي لدعم الاستجابة الإنسانية في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
بوريس جونسون، قال في بيان، إنه عندما تأسَّس "الناتو" قام الحلفاء بتعهد تاريخي لحماية حرية كل دولة فيه"، مشدداً على أن المملكة المتحدة "لا تزال ثابتة في التزامها بأمن أوروبا". وأضاف: "نحتاج إلى رؤية دبلوماسية حقيقية، وليس دبلوماسية قسرية. كحلفاء، يجب أن نرسم خطوطاً في الثلج (حدود لا يجب تخطيها)، وأن نكون واضحين أن هناك مبادئ لن نتنازل عنها".
المسؤول البريطاني أوضح أن هذا "يشمل أمن كل حلفاء الناتو، وحق كل ديمقراطية أوروبية في التطلع إلى عضوية الناتو، والتزام الناتو بحماية أمن الدول الأعضاء فيه"- على حد قوله.
ووفق البيان، فإن المملكة المتحدة مستعدة للعمل من أجل حل دبلوماسي للنزاع، وهذا "لن يكون ممكناً إلا بالاستناد إلى الاتفاقيات الدولية القائمة والمبادئ الأساسية لأوروبا متحدة وحرة".
تدريبات روسية على حدود أوكرانيا
تأتي ردود أفعال الغرب بعد أن باشر الجيشان الروسي والبيلاروسي، الخميس، مناورات عسكرية مشتركة تستمر عشرة أيام في بيلاروسيا؛ إذ أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن "التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".
فيما سيتدرّب الجنود، وفقاً لما نقله موقع فرانس 24 الفرنسي، على تعزيز أجزاء من الحدود البيلاروسية لمنع إيصال أسلحة وذخيرة إلى البلاد إلى جانب سيناريوهات أخرى.
وبحسب وكالات أنباء روسية، فإن مناورات تكتيكية ليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة، وستستمر لثلاثة أسابيع.
قبل أيام، أظهرت لقطات مصورة، نشرتها وسائل إعلام دولية، جانباً من مناورات عسكرية واسعة نفذها الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية تحاكي عملية هجوم شاملة، وكأنها "حرب حقيقية".
حيث أقدمت قوات من روسيا وبيلاروسيا على تنفيذ تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من حدود أوكرانيا، شملت استخدام الدبابات وراجمات الصواريخ والطائرات والمروحيات في المناورات، بحضور وزير الدفاع الروسي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية حينها صوراً من التدريبات يظهر فيها جنود يهبطون بالمظلات على الأرض، وطائرات مقاتلة في السماء، وجنود ينزلون من مروحية بأسلحتهم، ودبابات تطلق النيران وتقوم بتحركات للمناورة.
وكانت قمة قد جمعت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون قد تناولت أزمة الحدود مع أوكرانيا وخشية الغرب من غزو روسي محتمل لها، لكن موسكو قدمت تطمينات حول عدم نيتها الإقدام على ذلك.
الأزمة الأوكرانية
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.
فيما ترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
والأربعاء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه يمكن خفض التصعيد إذا أوقفت واشنطن و"الناتو" المناورات المشتركة مع القوات المسلحة الأوكرانية، وسحبت الأسلحة التي تم تسليمها إلى كييف.