أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق آلاف المحتجين في الخرطوم ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
الوكالة أوضحت أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمياه الملونة لتفريق المتظاهرين الإثنين 7 فبراير/شباط 2022، على بعد حوالي 500 متر من قصر الرئاسة في وسط العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى إصابة البعض.
مطالب بعودة الجيش للثكنات
فقد خرج الآلاف من السودانيين المناهضين للانقلاب العسكري في وسط العاصمة ومدنها المجاورة بحري وأم درمان للمطالبة بالحكم المدني َومحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، حسب ما أفاد صحافيو وكالة الأنباء الفرنسية وشهود عيان.
هتف المتظاهرون "العسكر إلى الثكنات والجنجويد ينحل" في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي انبثقت عن ميليشيات الجنجويد التي اتهمتها منظمات حقوق الإنسان بارتكاب جرائم حرب عام 2003 في إقليم دارفور غرب البلاد.
فيما امتدت الاحتجاجات إلى خارج العاصمة، حيث قال خالد يوسف أحد شهود العيان من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم "في الواحدة تماماً تجمع حوالي 3 آلاف متظاهر وحمل بعضهم الأعلام السودانية وصوراً للشهداء وبدأوا يهتفون لا لا لحكم العسكر".
إذ قالت سامية محمد وهي شاهدة عيان من مدينة بورتسودان الساحلية في شرق البلاد: "تجمع ألفا متظاهر في محطة المواصلات الرئيسية بوسط المدينة وهم يحملون أعلاماً ويهتفون ضد حكم العسكر". كذلك تظاهر ألفا شخص في ولاية القضارف شرق البلاد، حسب شهود عيان.
مظاهرات داعمة للجيش السوداني
تأتي احتجاجات الإثنين بعد أيام من تظاهر آلاف من أنصار الجيش السوداني أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم وامتطى بعضهم الجمال، وهاجموا ما وصفوه بـ"التدخلات الأجنبية" وهتفوا معبرين عن دعمهم للجيش.
ترعى الأمم المتحدة محادثات ترمي إلى إيجاد حل للأزمة، وهي تحضّ السلطات على الدوام على الامتناع عن استخدام العنف لوضع حد للاحتجاجات السياسية.
كما حدث من قبل أثناء تظاهرات مؤيدة للجيش، قام بعض المشاركين بالاعتداء على عدد من الصحافيين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما يشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
بينما أوقعت حملة قمع التظاهرات المناهضة للانقلاب 79 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى، وفق لجنة أطباء السودان المركزية.
إلا أن الشرطة تنفي استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وتقول إن ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى إلى مصرعه، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.