ارتفعت حصيلة ضحايا الكوكايين المغشوش في الأرجنتين إلى 24 قتيلاً، فيما لا يزال 23 شخصاً في المستشفى في منطقة بيونس آيريس، على ما ذكرت وزارة الصحة المحلية يوم السبت 5 فبراير/شباط 2022.
كانت السلطات الأرجنتينية، في حصيلة سابقة يوم الأربعاء، قد أعلنت وفاة 20 شخصاً على الأقل ونقل حوالي 74 آخرين إلى مستشفيات في ضاحية العاصمة بيونس آيريس للعلاج من التسمّم، إثر تعاطيهم كوكايين مغشوشاً.
المصابون مازالوا يتلقون العلاج
قال ناطق باسم حكومة منطقة بيونس آيريس لموقع قناة " يورونيوز" إن حصيلة الضحايا ارتفعت تدريجياً، مساء الأربعاء، مع قبول مصابين بالتسمم في ثمانية مستشفيات في المنطقة.
في حين توفي شخص أدخل المستشفى بسبب نقص في وظائف الجهاز التنفسي، على ما جاء في بيان وزارة الصحة. وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمانية مرضى لا يزالون موصولين إلى أجهزة تنفس. وقد استهلك الضحايا جرعات من الكوكايين اشتروها من نقطة بيع في ضاحية لوما إيرموسا، على بعد 40 كيلومتراً من وسط العاصمة الأرجنتينية.
في السياق ذاته، فقد أوقف 13 شخصاً خلال عمليات متفرقة للشرطة، منذ بدء هذه الأزمة، وسيتم استجوابهم من قبل قضاة، في إطار تحقيق حول مصدر الكوكايين القاتل، على ما أفادت مصادر قضائية أرودتها وكالة "تيلام" العامة للأنباء.
بين الموقوفين زعيم معروف لشبكة محلية للاتجار بالمخدرات في شمال غربي بيونس آيريس يلقب "إل بايسا" (الفلاح)، لكن لم يتأكد حتى الآن أي رابط بين المشتبه به هذا والكوكايين المغشوش.
مناشدات بالتخلص من الكوكايين المغشوش
من جانبها، ناشدت الحكومة كلّ شخص اشترى هذا المخدّر "خلال الساعات الـ24 الماضية" التخلّص منه. وقال سيرخيو بيرني، وزير الأمن في حكومة ولاية بيونس آيريس في تصريح تلفزيوني إنّ "الذين اشتروا مخدّرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عليهم التخلّص منها".
كما أضاف أنّ السلطات "تحاول تحديد مكان وجود هذه المادّة السامة لسحبها من التداول". وشنت الشرطة عمليات دهم في الضاحية الفقيرة لوما هيرموسا شمال غربي العاصمة، التي تشبه في بعض المواضع مدن الصفيح، واعتقلت نحو عشرة أشخاص بحسب الوزير الإقليمي الذي زار المكان.
كذلك قال وزير الأمن سيرخيو بيرني في ولاية بيونس آيريس: تمت مصادرة أكياس كوكايين هناك في غرفة تمكنت وكالة فرانس برس من زيارتها، تشبه تلك التي وصفها أقرباء الضحايا. وأضاف أنه يجري تحليل هذه المخدرات في مختبر في لابلاتا.
تحقيقات النيابة تكشف تفاصيل جديدة
من جانبها، قالت النيابة العامّة في مقاطعة سان مارتن، حيث وقعت هذه الحوادث، إنّه "تبيّن أنّ مادة شديدة السمّية تُباع على أنّها كوكايين يتم تداولها حالياً"، مناشدةً كلَّ من بحوزته مخدّرات توخّي الحذر.
من ناحيته حذّر بيرني مواطنيه من أنّه "عندما نقول كوكايين سيّئ فنحن لا نتحدّث هنا عن كوكايين فاسد أو منتهي الصلاحية، بل عن مادّة سامّة".
أضاف أنّ "كلّ مروّج يشتري الكوكايين يغشّ فيه، البعض يفعل ذلك بخلطه بمواد غير سامّة مثل النشا، وآخرون يضعون فيه مواد مهلوسة، وإذا لم تكن هناك أيّ رقابة يحدث هذا النوع من الأشياء".
فيما يخشى المحققون من ارتفاع الحصيلة مع العثور على ضحايا لم يكن لديهم الوقت أو الوسائل للوصول إلى مركز للرعاية. وقال مصدر رسمي "هناك أموات في أماكن عامة أو في منازل لم نتمكن من تحديد عددهم".
من جهته، صرح وقال النائب العام مارسيلو لابارغو أن معلومات أوردتها وسائل إعلام عن تسميم متعمد للكوكايين في إطار تسوية حسابات بين مهربي مخدرات، ما زالت "فرضية". وجرت اشتباكات قصيرة عندما اعترض سكان ضاحية لوما هيرموسا على اعتقال شبان في إطار التحقيق ورشقوا الشرطة بالحجارة.