نالت مشاركة المختص بالحفر اليدوي للآبار علي الجاجاوي، والذي يتجاوز عمره الخمسين عاماً، في الجهود المبذولة لإنقاذ الطفل ريان في المغرب، إشادة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما تمر رحلة إنقاذ ريان بدقائقها الأخيرة، وسط حذر كبير من المنقذين وبطء في التقدم لصعوبة الظروف المحيطة بطبيعة التربة والخشية على سلامة الطفل.
ويعلق ريان البالغ من العمر 5 سنوات، منذ ظهر الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022 داخل بئر جافة بعمق 32 متراً، في القرية الزراعية "إغران" التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب، فيما تواصل فرق الإنقاذ الجهود لإخراجه.
رواد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، أشادوا بشجاعة "العم علي" الملقب بـ"الصحراوي"، نسبة إلى أصوله التي تعود لصحراء وسط شرقي البلاد، والذي يقود بأنامله عملية حفر المنفذ الأفقي لإنقاذ الطفل العالق.
العم علي الجاجاوي "الصحراوي"، مغربي في الخمسينات من العمر، من سكان مدينة أرفود (وسط شرق)، يمارس منذ أكثر من 20 عاماً مهنة حفر الآبار بطرق تقليدية يدوية، إلى جانب عمله في مجال البناء.
ويشتهر "العم علي" بحرفيته العالية في حفر الآبار يدوياً والتغلب على المعوقات الطبيعية أثناء الحفر دون الاستعانة بوسائل حفر حديثة.
ونظراً لخبرة الجاجاوي في الحفر اليدوي للآبار، استعانت السلطات المغربية به، عقب تعذر إكمال مهمة الحفر بواسطة آليات ثقيلة.
وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون قيام الجاجاوي إلى جانب شخصين آخرين بحفر المنفذ الأفقي نحو الطفل العالق، وإزالة الأنقاض يدوياً تجنباً لخطر الانهيار المفاجئ.
ولاقت جهود "العم علي" إشادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ قال الإعلامي المغربي يونس دافقير، عبر حسابه على موقع فيسبوك: "السي علي الصحراوي أو أمل الأمتار الأخيرة".
وأضاف: "هكذا يمكن للقدر أن يدفعك، فجأة ودون سابق موعد، من هوامش الحياة البسيطة إلى واجهة البطولة الإنسانية أمام عالم ينتظر الفرج".
فيما نشر الشاب المغربي يونس بوغزندو، صورة "الجاجاوي"، عبر حسابه على فيسبوك، معلقاً عليها: "لا يحمل شهادات هو مجرد حفار آبار متمرس".
ومضى قائلاً: "هو صاحب فكرة حفر نفق أفقي باستخدام أنابيب للوصول للطفل ريان، وهو من يغامر ويقود عملية الحفر الأفقي.. نتمنى له التوفيق".
المرحلة الخطرة
بحسب متخصصين، تعد مرحلة حفر المنفذ الأفقي اليدوي نحو البئر العالق بداخله الطفل ريان، الأصعب والأعقد في مراحل الإنقاذ، نظراً لاحتمالات انهيار التربة الهشة بالمنطقة.
وفي وقت سابق السبت، قال عبد الهادي التمراني، عضو "لجنة إنقاذ ريان" إن "صخرة صغيرة تسببت في تأخير عملية الوصول إلى ريان 3 ساعات لهدمها حتى لا تنهار البئر".
وأوضح التمراني، في تصريحات إعلامية، أن "أقل من 3 أمتار تفصل فرق الإنقاذ عن الوصول إلى الطفل".
كما قال وزير التجهيز والماء نزار بركة، في بيان السبت، إن السلطات "سخرت كل الإمكانيات" لإنقاذ ريان، معتبراً المرحلة الأخيرة من "أعقد عمليات الإنقاذ المماثلة بسبب هشاشة التربة".
ووفق مراسل الأناضول، لا تزال عملية الإنقاذ مستمرة دون انقطاع، حيث قامت فرق الإنقاذ، فجر السبت، بنقل صهريج حديدي كبير إلى مكان الحفر المباشر.
ومنذ غروب الجمعة، بدأ مختصون محليون بالحفر اليدوي لمنفذ أفقي نحو الطفل العالق، عقب إنهاء الجرافات حفراً منحدراً بعمق 32 متراً، بموازاة البئر.
ووفق خبراء متخصصين، فإن "العملية تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف"، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الدفاع المدني لإنقاذ ريان، العالق منذ نحو 100 ساعة.
يبلغ عمق البئر التي سقط فيها الطفل ريان 32 متراً وقطرها 45 سنتيمتراً، وتضيق فتحة البئر مع النزول إلى القاع؛ مما يحول دون نزول المنقذين لانتشاله.
أثارت مأساة الطفل ريان اهتماماً واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي وترقباً كبيراً لعمليات الإنقاذ، إذ تصدّر وسم "أنقذوا ريان" قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في المغرب والدول العربية.