قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن أعادت الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، إعفاء إيران من عقوبات، مع دخول المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي المرحلة النهائية.
كان هذا الإعفاء يسمح للشركات الروسية والصينية والأوروبية بتنفيذ عمليات لا تتعلق بالانتشار النووي في المواقع النووية الإيرانية، وألغت الولايات المتحدة هذا الإعفاء في 2019 و2020، خلال حكم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي.
بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات صارمة، بدأت إيران تدريجياً في انتهاك القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاقية.
وزارة الخارجية أرسلت تقريراً موقعاً من وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الكونغرس، يوضح أن إعادة الإعفاء ستساعد المحادثات في فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
وكالة رويترز قالت إنها اطلعت على نسخة من التقرير، وأشارت إلى أن "الإعفاء المتعلق بهذه الأنشطة يهدف إلى تسهيل المباحثات التي من شأنها أن تساعد في إبرام اتفاق بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النوي، ووضع الأساس لعودة إيران إلى أداء التزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة".
التقرير أوضح أيضاً أن الإعفاء "يهدف كذلك لخدمة مصالح الولايات المتحدة في عدم الانتشار والأمن النووي وفرض قيود على الأنشطة النووية الإيرانية".
من جانبه، قال مسؤول بوزارة الخارجية إن هذا الإعفاء كان ضرورياً للسماح بإجراء المباحثات الفنية، التي تعد ضرورية للمحادثات الرامية إلى العودة إلى الاتفاق.
لكن المسؤول الذي نقلت عنه وكالة رويترز- ولم تذكر اسمه- أكد أن إعادة الإعفاء ليست إشارة إلى أن واشنطن على وشك التوصل إلى تفاهم للعودة إلى الاتفاق.
بدوره، قال هنري روما المحلل في مجموعة أوراسيا، إن إعادة الإعفاء "علامة متواضعة" على التحرك، وأضاف أن "الإعفاءات ليست بادرة حسن نية أو تنازل لإيران لكنها نوعٌ ما خطوات تقنية ربما تهدف إلى ضمان استمرار مناقشات التنفيذ في فيينا".
كان مسؤول أمريكي قد قال للصحفيين الأسبوع الماضي، إن المحادثات الأخيرة كانت "من بين أكثر المحادثات كثافة حتى الآن"، وأضاف أنه تم إحراز بعض التقدم بشأن تقليص الخلافات وأنه حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية.
يُذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا ثماني جولات من المحادثات غير المباشرة في فيينا، منذ أبريل/نيسان 2021، بهدف إعادة العمل بالاتفاق الذي رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
لم يصدر بعد أي إعلان رسمي بشأن موعد بدء الجولة التاسعة لكن التوقعات زادت بإمكانية عقدها هذا الأسبوع.
يُشار إلى أن الاتفاق النووي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة من الدول من بينها الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة. ويُطلق على الاتفاقية رسمياً اسم خطة العمل الشاملة المشتركة.