قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الخميس 3 فبراير/شباط 2022، إن قوات بلاده أزاحت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القريشي من ساحة المعركة، في أول تعليق رسمي من واشنطن على عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات خاصة صباح اليوم في إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بياناً سيُبث في وقت لاحق عن تفاصيل العملية، فيما نشرت وكالة Associated Press الأمريكية، صوراً للمنزل الذي قام الجيش الأمريكي باقتحامه بعد عملية إنزال في الشمال السوري، والتي قتل فيها 13 شخصاً بينهم 4 نساء و6 أطفال.
وأظهرت الصور الدمار الذي سببته الغارة الأمريكية، فيما بدا المنزل مهدماً تماماً وأرضيته مليئة بالدماء، كما ظهر في مقطع فيديو صوّره أحد السكان، جثث طفلين ورجل وسط أنقاض مبنى في الموقع.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد قالت إن قوات عمليات خاصة نفذت بنجاح مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا، فيما صرحت مصادر سورية بأنه من المعتقد أن المهمة استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة.
وأفاد سكان بأن طائرات هليكوبتر هبطت، وسُمع دويّ إطلاق نار كثيف وانفجارات أثناء الغارة التي بدأت قرب منتصف الليل في بلدة أطمة، قرب الحدود مع تركيا.
من جانبه، قال الدفاع المدني السوري إن 13 شخصاً على الأقل بينهم ستة أطفال قُتلوا، بينهم 4 نساء و6 أطفال.
من هو القرشي؟
كانت صحيفة The Guardian البريطانية، قد كشفت في يناير/كانون الثاني 2020، هوية الزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وتبيّن أن اسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي.
الصحيفة أشارت إلى أنها حصلت على معلوماتها من مسؤولَين في جهازين استخباراتيّين -لم تذكر تفاصيل عنهما ولم تسمّهما- قالا إن الزعيم الجديد لداعش أحد مؤسّسي التنظيم الجهادي ومن كبار منظّريه العقائديين.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن الصحيفة البريطانية أنه خلال الأشهر الثلاثة عقب الغارة التي أدت إلى مقتل البغدادي، عكف جواسيس إقليميون وغربيون على جمع صور وبيانات المولى، الذي وُصف بأنه أحد قدامى المحاربين التابعين للتنظيم.
ينحدر المولى من "الأقلية التركمانية في العراق"، وهو ما يجعله واحداً من القادة غير العرب القلائل في التنظيم، وفقاً للصحيفة، التي أشارت أيضاً إلى أن المولى، الذي تخرّج في جامعة الموصل، كانت له اليد الطولى في حملة الاضطهاد التي شنّها التنظيم بحق الأقليّة الإيزيدية في العراق في 2014.
كانت أمريكا قد رصدت، في أغسطس/آب 2019، مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قيادياً في التنظيم، لكنه مع ذلك كان "خليفة محتملاً لزعيم داعش أبو بكر البغدادي".
بحسب موقع "المكافآت من أجل العدالة"، التابع للحكومة الأمريكية، فإنّ المولى، الذي "يُعرف أيضاً باسم حجي عبد الله، كان باحثاً دينياً في المنظمة السابقة لداعش، وهي تنظيم القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف، ليتولى دور قيادي كبير في داعش".
أضاف الموقع أنه بصفته "واحداً من أكبر الأيديولوجيين في داعش.. يُعتقد أنه يشرف على بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة".