كشف تقرير لمجموعة Equidem لحقوق الإنسان أن العمال المهاجرين والمُوظفين العاملين في معرض "إكسبو 2020 دبي" في الإمارات العربية يعملون في ظروف شديدة الإساءة قد ترقى إلى العمل الجبري، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
التقرير أضاف أنَّ العمال المهاجرين قالوا إنهم أُجبِروا على دفع رسوم توظيف غير قانونية، وعانوا من التمييز العنصري، وحُجِبَت أجورهم وصُودرت جوازات سفرهم.
ويستضيف إكسبو 2020، الذي أُطلِق عليه لقب "أكبر عرض في العالم"، 192 جناحاً وطنياً، التي تعرض أحدث الأفكار في مجال التكنولوجيا والاستدامة، ويستمر حتى مارس/آذار 2022 كما استقطب الحدث رعاة من الشركات الكبرى ونجوماً عالميين مثل will.i.am وشخصيات مؤثرة على الشبكات الاجتماعية، ووعد الزوار بـ "الموجة التالية من التألق البشري".
لكن تقرير Equidem سلّط الضوء على "الانفصال الكبير بين طموح الإمارة المُعلّن في أنَّ تكون دولة حديثة وعالمية وواقع التمييز العنصري وممارسات العمل الجبري التي يواجهها العمال المهاجرون"، وقالت إنَّ إخفاق الإمارات المزعوم في حماية العمال المهاجرين يضر بسُمعة البلدان والشركات المشاركة في الحدث.
فيما قال مصطفى قادري، مدير مجموعة Equidem: "المجتمع الدولي بأكمله متواطئ في الاستغلال الذي يحدث في المعرض. إنها فضيحة".
يُشار إلى أن العمال المهاجرين، ومعظمهم من شبه القارة الهندية وأجزاء من إفريقيا، يُشكِّلون أكثر من 90% من العاملين في القطاع الخاص في الإمارات العربية المتحدة، وقال التقرير إن أكثر من نصف العمال الـ 69 الذين أجرت المجموعة مقابلات معهم أثناء إعداد التقرير قالوا إنهم دفعوا رسوم توظيف في بلدانهم لتأمين وظائفهم. فيما زعم العديد من أصحاب العمل أنهم كانوا على علم بهذه الممارسة لكنهم فشلوا في التدخل أو سداد الرسوم. وغالباً ما تترك هذه الممارسة، التي تعتبر غير قانونية في الإمارات، العمال غارقين في الديون.
وكشف ثلثا العمال المهاجرين الذين شملهم التقرير أنَّ أجورهم أو مزاياهم الأخرى لا تُدفَع دائماً في الوقت المحدد أو بالكامل؛ ما يجعل البعض يكافح لدفع ثمن الطعام أو إرسال الأموال إلى عائلاتهم.
أحد العاملين في الضيافة قال: "لقد وعدوني بزيادة في الراتب بعد فترة الاختبار الأولية، وهو شيء لم أره حتى الآن.. لم أتلقَّ أبداً أجراً إضافياً من صاحب العمل.. يعاملون الموظفين مثل العبيد، أعني العبودية في العصر الحديث".
وأشار جميع العمال تقريباً إلى أنَّ جوازات سفرهم محتجزة لدى صاحب العمل، في حين قال معظمهم إنَّ بإمكانهم استعادتها عند الطلب، فإنَّ هذه الممارسة غير قانونية ويمكن أن تستخدمها بعض الشركات للتحكم في القوى العاملة لديها.
وأوضح أحد العمال أنَّ صاحب العمل احتفظ بجواز سفره، على الرغم من تعليمات إدارة إكسبو بإعادة جوازات سفر العمال. وقال: "جعلتنا الشركة نوقع ورقة تفيد بأننا استلمنا جواز سفرنا. في الواقع، لا يزال في مكتب معسكر الإقامة الخاص بنا".
ورغم أنَّ هناك بعض الأدلة على أنَّ ظروف العمل في المعرض كانت أفضل عامة من أي مكان آخر في الإمارات، فقد كشفت النتائج كما زُعِم عن انتهاكات متعددة لقوانين العمل في إمارة دبي، فضلاً عن معايير رعاية العمال الأكثر صرامة التي استُحدِثَت لحماية حقوق العمال المشاركين في إقامة الفعالية وتقديم خدمات الأمن والضيافة، وتلقت السلطات الإماراتية والدول المشاركة تحذيرات عدة مرات من مخاطر الانتهاكات العمالية في المعرض.