عبرت واشنطن الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022 وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس، على لسان أحد المسؤولين أنها "مستعدة" للقاء إيران "في حال كانوا على استعداد" للدخول في مفاوضات نووية مباشرة.
المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته، أشار في تصريحاته للوكالة الفرنسية إلى أن الوقت بدأ ينفد والبرنامج النووي الإيراني يقترب من "تحقيق اختراق"، ما يستدعي التعجيل بإطلاق هذه المفاوضات.
مفاوضات مباشرة مع أمريكا
تأتي تصريحات المسؤول الأمريكي، بعد أسبوع واحد من تصريحات مشابهة وللمرة الأولى من جانب إيران التي أعلنت أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وسارعت واشنطن بالرد بقبول إجراء محادثات "عاجلة".
الوقت بدأ ينفد أمام المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، حسب تصريحات لمسؤول أمريكي فضل عدم الكشف عن اسمه، نقلته عنه الإثنين وكالة الأنباء الفرنسية ودعا طهران إلى الموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن للمساعدة في إبرام اتفاق.
كما قال المسؤول إن البرنامج النووي الإيراني يقترب من "تحقيق اختراق" نحو امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، ما يترك مهلة "أسابيع" أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق يجمد هذا البرنامج ويخفف من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
في حين أضاف: "أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها اتخاذ بعض القرارات السياسية الأكثر حساسية من قبل جميع الأطراف" المنخرطة في المفاوضات لإحياء اتفاق عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
تفاهم سريع
في السياق ذاته أكد المسؤول: "إذا كان هدفنا التوصل إلى تفاهم بشكل سريع، فإن الطريقة الفضلى للقيام بذلك وفي أي مفاوضات هي أن تلتقي الأطراف الأكثر عرضة للمخاطرة بشكل مباشر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران.
كما قال: "كانت هذه وجهة نظرنا منذ البداية: نحن مستعدون للقاء إيران في حال كانوا هم على استعداد للقائنا". ولفت المسؤول إلى أن برنامج التخصيب الإيراني قريب جداً من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي.
في الإطار ذاته قال المسؤول إن الأمر سيكون "مؤسفاً للغاية" إذا لم يجرِ الطرفان محادثات مباشرة "بالنظر إلى الوقت القليل المتبقي أمامهما ومدى حساسية القرارات التي يتوجب اتخاذها".
تعليق المفاوضات
في المقابل علق الدبلوماسيون الجمعة مفاوضاتهم الجارية منذ بضعة أسابيع في فيينا، ليعودوا إلى عواصمهم، وكتب منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يترأس المحادثات الجارية في قصر كوبورغ الفخم في العاصمة النمساوية في تغريدة: "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن".
يذكر أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران من جهة وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.
فيما ردت طهران بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعاد إطلاق المفاوضات.
تجديد الاتفاق
تأتي التطورات من جانب أمريكا في الوقت الذي قالت فيه صحيفة The New York Times، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين على وشك تجديد الاتفاق النووي مع إيران، لكنهم يرون أن ذلك يعتمد بشكل كبير على موقف إيران.
مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قال خلال حديثه لعدد من المراسلين في واشنطن، إن المفاوضات وصلت إلى مرحلة يتعين فيها على القادة السياسيين تقرير إن كانوا سيوافقون على البنود الرئيسية للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015.
تُشير الصحيفة إلى أن المسؤولين بإدارة الرئيس جو بايدن يرون أن الحكومة الجديدة في طهران هي "مَن ستُقرر الآن بعد شهور من المفاوضات، إن كانت مستعدة لتفكيك الكثير من معدات إنتاجها النووي مقابل تخفيف العقوبات".
أشار المسؤولون أيضاً إلى أنه ليس واضحاً إن كان سيُبرم اتفاق نهائي، وفي إيران يعود هذا القرار إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولا يزال البعض متشككاً في أن إيران ستوافق في النهاية على الشروط التي تجري مناقشتها الآن.
إتمام الاتفاق
في هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول بالخارجية الأمريكية قوله: "نرى أنه من الممكن إتمام الاتفاق إذا اتُّخذت هذه القرارات وإذا اتُّخذت بسرعة"، فيما قال مسؤول آخر وصفته الصحيفة بـ"البارز"- ولم تذكر اسمه- إن المحادثات وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرار.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه في حال عدم التوصل لاتفاق مع إيران، فإنه "سيكون على واشنطن زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية وغير ذلك في مواجهة برنامج إيران النووي".
من جانبه قال علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية والطرف الرئيسي في المفاوضات الأصلية، إن "مفاوضات البرنامج النووي ستصل إلى النتيجة النهائية التي نضعها في أذهاننا على ما يبدو". بحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن تقارير إخبارية إيرانية.
بالموازاة مع ذلك، كشفت طهران عن استمرار وجود خلافات في مباحثات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، إن "المباحثات لا تزال تشهد تباينات مع الولايات المتحدة، بشأن رفع العقوبات والضمانات المطلوبة من قبل طهران".
المتحدث أضاف خلال مؤتمر صحفي أنه "تبقى مواضيع مهمة بشأن رفع العقوبات، ما يحول حتى الآن دون إبرام اتفاق"، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق "بمسألة الضمانات، يجب أن يتم تحقيق تقدم بطريقة مقبولة بالنسبة إلى إيران، لكي نتمكن من إغلاق هذا الملف".
يُذكر أن الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران من جهة، وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، قد أدى إلى رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن الاتفاق تعرَّض لضربة منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي منه العام 2018، في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة واشنطن فرض عقوبات قاسية على طهران.
في ردِّها على ذلك، تراجعت إيران تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعاد الرئيس الأمريكي إطلاق المفاوضات.