مهمة جديدة لمرتزقة “فاغنر” في شرق أوروبا.. روسيا سحبتهم من إفريقيا بعد التوتر مع أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/01 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/01 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش
مرتزقة فاغنر الروس في ليبيا، أرشيفية/ مواقع التواصل

قالت صحيفة "Daily Beast"، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، إن روسيا قامت بسحب مجموعة من مرتزقة فاغنر، سيئة السمعة، من مواقع في إفريقيا ونقلتها نحو أوروبا الشرقية، وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر لم تكشفها.

الصحيفة أوضحت في تقريرها أن أعداداً "غير مسبوقة" من مقاتلي فاغنر، التي يديرها أحد أقرب المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحبت عشرات المقاتلين من إفريقيا الوسطى، متجهين نحو أوروبا الشرقية، وأن "المزيد يستعدون للمغادرة في الأسابيع القادمة".

بينما تشهد أوروبا الشرقية توتراً ناجماً عن حشد روسي قرب الحدود الأوكرانية، قابله استنفار عسكري لقوات حلف شمال الأطلسي، وتنديدات بفرض عقوبات على موسكو في حال اجتياحها أوكرانيا، خاصة من أمريكا وبريطانيا.

العشرات من مرتزقة فاغنر غادروا إفريقيا

نقلت الصحيفة عن ضابط يعمل في المقر العسكري في بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، قوله إنها "المرة الأولى التي نسمع فيها أن العشرات من مرتزقة فاغنر غادروا خلال شهر".

كما نقلت الصحيفة عن رجل اعتُقل مؤخراً من قبل قوات مجموعة فاغنر إنه "سمع قوات جمهورية إفريقيا الوسطى في المخيم الذي كان محتجزاً فيه تصف هجرة مفاجئة للمقاتلين المرتزقة المتوجهين مباشرة إلى أوكرانيا".

الصحيفة أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي قالت فيه السلطات الأوكرانية إن روسيا تعزز إمدادات الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية للمناطق الانفصالية في أوكرانيا، بينما تقوم بنشاط بتجنيد المرتزقة للقتال في الصراع الحالي.

فقد وصف البعض مرتزقة فاغنر بأنها "الجيش الخاص" لبوتين، وغالباً ما يتم إرسالها متخفية إلى المناطق التي تنفي فيها روسيا وجودها العسكري الرسمي.

مهام أخرى في أوروبا الشرقية

ليست هذه هي المرة الأولى التي تعيد فيها مجموعة فاغنر نشر جنود القوات الخاصة الخاصة من إفريقيا أو مناطق القتال الأخرى بما يتماشى مع أهداف السياسة الخارجية المتطورة لبوتين، على الرغم من إنكار الكرملين أن مرتزقة فاغنر لديهم أي صلات بالحكومة الروسية.

وجد تحقيق أجرته شركة Bellingcat ونُشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه تم إرسال أكثر من 200 روسي إلى بيلاروسيا لزعزعة استقرار البلاد في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب 2020 من النقاط الساخنة الأخرى حيث تم نشر مجموعة فاغنر، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى.

إذا كان بوتين يطلب من أصدقائه في مرتزقة فاغنر زيادة زعزعة الاستقرار داخل أوكرانيا، فمن المحتمل أن يتم تجنيد بعض هؤلاء المرتزقة الروس من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

بينما أشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها الروس بأعداد كبيرة منذ وصول مرتزقة فاغنر إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بناءً على طلب من الحكومة قبل أكثر من أربع سنوات، وفقاً لمسؤول عسكري قال إن المرتزقة الذين غادروا قدموا من روسيا وأوكرانيا ودول أخرى وبيلاروسيا، ويعودون إلى حيث أتوا.

إذ قال مسؤول آخر يعمل عن كثب مع الروس لصحيفة The Daily Beast على انفراد: "لقد أخبرنا المشرفون عليهم تحديداً أن حوالي 20 روسياً غادروا في يناير إلى أوروبا الشرقية". "ما نفهمه هو أن الروس الذين غادروا، وأولئك الذين سيغادرون لاحقاً، يفعلون ذلك كجزء من سياسة تناوب المهام الخاصة بهم وأنه سيتم استبدالهم في الوقت المناسب".

تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا

بينما قصص حروب مرتزقة فاغنر الروس في أوكرانيا وسوريا وليبيا هي الأكثر شهرة، تبدو إفريقيا هي الساحة الأنشط بالنسبة إلى المرتزقة الروس، حيث تواردت أنباء عن أنشطة لهم في مدغشقر، وتفيد تقارير بأن المرتزقة الروس ولا سيما فاغنز ينشطون في 10 دول إفريقية لصالح بوتين لكن بشكل غير رسمي.

فقد أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة "رويترز" نهاية الشهر الماضي، بأن مدربين عسكريين روساً وجنوداً من إفريقيا الوسطى استخدموا القوة المفرطة وارتكبوا جرائم قتل عشوائي ضد مدنيين واحتلوا مدارس ومارسوا النهب على نطاق واسع.

بينما يتهم تقرير خبراء العقوبات المرفوع لمجلس الأمن أيضاً جماعات مرتبطة بمتمردي "تحالف الوطنيين للتغيير" بالتجنيد القسري للأطفال، وشن هجمات على قوات حفظ السلام، وارتكاب عنف جنسي، ونهب جماعات الإغاثة.

من بين الاتهامات الواردة بالتفصيل في تقرير عقوبات الأمم المتحدة السنوي، قيام جنود إفريقيا الوسطى ومدربين روس بقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين في مسجد خلال عملية استهدفت متمردي "تحالف الوطنيين من أجل التغيير".

كما كتب خبراء الأمم المتحدة: "استهدف جنود إفريقيا الوسطى والمعلمون الروس المسجد على الرغم من علمهم بوجود المدنيين ومن دون احترام للطبيعة الدينية للمكان. وبحسب شهود العيان.. لم تُبذل أي جهود للتمييز بين المدنيين والمقاتلين".

تحميل المزيد