تصوير وحدات سكنية من الداخل والخارج وإرسالها لمصدر إسرائيلي.. ماذا فعلت شبكة الجواسيس في لبنان

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/01 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/01 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش

تحاول إسرائيل استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي يعيشها الداخل اللبناني، والتسلل إلى المجتمعات الداخلية، علّها تُحدث خرقاً أمنياً ضمن حرب مفتوحة، فجندت شبكة الجواسيس الجديدة في لبنان.

في تطور أمني لافت، كشف وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، ضبط 17 شبكة تجسس لمصلحة إسرائيل، وتبيَّن أن دور هذه الشبكات محلي وإقليمي.

وبحسب المعلومات، فإن عدد الجواسيس الذين أوقفوا 20 جاسوساً، موزعين على مدن بنت جبيل وصور وصيدا وبيروت وكسروان وطرابلس، إضافة إلى عشرة مشتبه فيهم.

شبكة جواسيس للموساد..

وفق مصدر أمني مطلع على التحقيقات مع الموقوفين بتهمة التجسس، صرَّح لعربي بوست أنه منذ أكثر من شهر، وتحديداً بعد تفجير مخزن السلاح التابع لحركة حماس في مخيم البرج الشمالي في صور، بدأت شعبة المعلومات بالوصول إلى معلومات تتعلق بصلة بين أحد الأشخاص المقربين من حركة حماس وبين التفجير الذي وقع في المخيم، وبنتيجة تتبع حركة الاتصالات والرصد تمكنت الشعبة من فك شفرات كثيرة ترفض المصادر الأمنية الإفصاح عنها حتى الآن.

وبنتيجة العمل تم اكتشاف شبكات متعددة غير مرتبطة ببعضها البعض، وتم توقيف العديد من المتهمين، والذين قالت التحريات إن أحدهم كان يعمل داخل مول في مدينة صور، وهو من مدينة صيدا القديمة، فيما الموقوف الآخر من سكان منطقة الشرحبيل في صيدا، بالإضافة إلى عدد من العملاء الذين يسكنون داخل صيدا وخارجها، وتم توقيف أحد المتورطين في صور، وتمت مداهمة منزله، وصودرت كميات كبيرة من علب الهدايا والعطور، وعدد من الأجهزة الإلكترونية والحواسيب المشفرة.

التجنيد وأدواته

ويشير المصدر إلى أن أحد الذين أوقفهم فرع المعلومات في مدينة صور كان يتحضر لتقديم أوراقه للعمل في أحد المطاعم في الخارج، فبادر أحد المشغّلين الإسرائيليين إلى التواصل معه ووعده بعقد عمل في أوروبا، مقابل أن يساعد في تصوير مبانٍ سكنية في مدينة صور، من بينها محل حلويات شهير، إضافة إلى شقق سكنية أصر على محاولة تصويرها من الداخل والخارج.

كما تبيّن أن موقوفاً آخر من مدينة جبيل، تعاون مع آخر من عائلة بقاعية، في خلية أدارها شخص عرّف نفسه باسم عبد الله قاسم. وقد عمد الموقوفان إلى تصوير عشرات النقاط والمباني السكنية في صور وصيدا وطرابلس وبيروت وكسروان، وطُلب منهما جمع كل ما يمكن تأمينه من معلومات عن إحدى المعارك التي خاضها الجيش الإسرائيلي في مدينة صور وخسر فيها ثلاثة جنود.

وأحد أهم الموقوفين وفق المصادر فهو مؤسس ومدير إحدى أكبر شركات توزيع الرسائل النصية بكميات ضخمة إلى هواتف اللبنانيين، مع كل ما يتضمنه ذلك من تخزين لأرقام الهواتف وإرسالها للمصدر الإسرائيلي 

الشبكة موزعة على جميع المناطق اللبنانية

وتشير المعلومات إلى أن الشبكات كانت موزعة على جميع الأراضي اللبنانية، ومن طوائف مختلفة، وأن أحد الموقوفين أيضاً ينتمي إلى حزب الله، وقد تم توقيفه بالتنسيق بين حزب الله وشعبة المعلومات، وهذا الشخص أوقفه حزب الله قبل فترة بتهمة إعطاء معلومات لجهات خارجية حول مواقع وعقارات في الجنوب، فيما هناك تخوف من أن يكون هذا الشخص له علاقة بتفجيرات حصلت في الجنوب قبل فترة.

وتؤكد المصادر الأمنية أن غالبية الموقوفين تم تجنيدهم بشكل غير مباشر بذريعة العمل على جمع معطيات عن الساحة اللبنانية وإجراء أبحاث وتجميع معلومات، ومعظمهم لم يكونوا يعلمون بأنه يعمل لصالح العدو الإسرائيلي. فيما بعضهم يعلم بذلك وطُلب منهم شراء خطوط خلوية، والعمل على تشكيل غرف معلومات افتراضية لتبادل المعلومات.

وتشير المعلومات إلى أن القضاء تسلم أمس 10 ملفات وسلمها للمدعي العام القاضي غسان عويدات، ومن ثم جرى تحويل الملف إلى المحكمة العسكرية للادعاء عليهم، بعد اكتمال الأدلة وانتهاء المداهمات للمنازل والسيارات والمكاتب، والإبقاء على الملف مفتوحاً إلى حين كشف المزيد من الشبكات.

تحميل المزيد