قالت صحيفة The New York Times، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين على وشك تجديد الاتفاق النووي مع إيران، لكنهم يرون أن ذلك يعتمد بشكل كبير على موقف إيران.
مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قال خلال حديثه لعدد من المراسلين في واشنطن، إن المفاوضات وصلت إلى مرحلة يتعين فيها على القادة السياسيين تقرير إن كانوا سيوافقون على البنود الرئيسية للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015.
تُشير الصحيفة إلى أن المسؤولين بإدارة الرئيس جو بايدن يرون أن الحكومة الجديدة في طهران هي "مَن ستُقرر الآن بعد شهور من المفاوضات، إن كانت مستعدة لتفكيك الكثير من معدات إنتاجها النووي مقابل تخفيف العقوبات".
أشار المسؤولون أيضاً أنه ليس واضحاً إن كان سيُبرم اتفاق نهائي، وفي إيران يعود هذا القرار إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولا يزال البعض متشككاً في أن إيران ستوافق في النهاية على الشروط التي تجري مناقشتها الآن.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول بالخارجية الأمريكية قوله: "نرى أنه من الممكن إتمام الاتفاق إذا اتُّخذت هذه القرارات وإذا اتُّخذت بسرعة"، فيما قال مسؤول آخر وصفته الصحيفة بـ"البارز" -ولم تذكر اسمه- إن المحادثات وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرار.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه في حال عدم التوصل لاتفاق مع إيران، فإنه "سيكون على واشنطن زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية وغير ذلك في مواجهة برنامج إيران النووي".
من جانبه، قال علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية والطرف الرئيسي في المفاوضات الأصلية، إن "مفاوضات البرنامج النووي ستصل إلى النتيجة النهائية التي نضعها في أذهاننا على ما يبدو". بحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن تقارير إخبارية إيرانية.
بالموازاة مع ذلك، كشفت طهران عن استمرار وجود خلافات في مباحثات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، إن "المباحثات لا تزال تشهد تباينات مع الولايات المتحدة، بشأن رفع العقوبات والضمانات المطلوبة من قبل طهران".
المتحدث أضاف خلال مؤتمر صحفي أنه "تتبقى مواضيع مهمة (…) بشأن رفع العقوبات، ما يحول حتى الآن دون إبرام اتفاق"، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق "بمسألة الضمانات (…) يجب أن يتم تحقيق تقدم بطريقة مقبولة بالنسبة إلى إيران، لكي نتمكن من إغلاق هذا الملف".
كانت إيران قد أعلنت الأسبوع الماضي، للمرة الأولى، أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، التي أعربت بسرعة عن استعدادها لعقد محادثات "عاجلة".
يُذكر أن الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران من جهة، وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، قد أدى إلى رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن الاتفاق تعرَّض لضربة منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي منه العام 2018، في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة واشنطن فرض عقوبات قاسية على طهران.
في ردِّها على ذلك، تراجعت إيران تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعاد الرئيس الأمريكي إطلاق المفاوضات.