أمير قطر يبدأ زيارة لأمريكا كأول زعيم خليجي يلتقي بايدن بعد توليه منصبه.. 3 ملفات هامة على الأجندة

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/31 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/31 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس أمريكا جو بايدن - رويترز

تبدأ الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة، يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمناقشة العديد من "الملفات الساخنة والمهمة"، التي تهم الساحتين الإقليمية والدولية.

الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لزعيم خليجي إلى واشنطن في عهد بايدن، تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية ساخنة، لا سيما ملفات الغاز والطاقة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، والملف النووي الإيراني، وجميعها على جدول أعمال المباحثات.

كان الديوان الأميري القطري قد ذكر، الأربعاء 27 يناير 2022، أن مباحثات أمير قطر مع الرئيس الأمريكي "ستتناول سبل دعم وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين".

من جانبه، قال بيان للبيت الأبيض إن بايدن وأمير قطر سيبحثان دعم الشعب الأفغاني، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين واشنطن والدوحة، وأضاف أن الرئيس الأمريكي سيشكر الشيخ تميم على "جهود قطر الاستثنائية والمستمرة لضمان عبور آمن لأمريكيين وغيرهم من أفغانستان".

بدورها قالت متحدثة البيت الأبيض جين ساكي، في بيان إن الزيارة "ستتيح فرصة للرئيس والأمير للتشاور حول مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك"، ومن بين تلك القضايا وفق بيان ساكي، تعزيز الأمن والازدهار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عامة، وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

3 ملفات دولية

عن الزيارة وأجندتها، رأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر علي باكير، أن هناك ثلاثة ملفات رئيسية على الصعيد الدولي والإقليمي ستتصدر المباحثات بين بايدن وأمير قطر، وهي: الطاقة وإمدادات الغاز، والملف الأفغاني، والمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.

باكير قال في تصريحات لوكالة الأناضول: "أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية سيظل ملف الطاقة على رأس أولويات الملفات التي سيتم بحثها خلال المباحثات، خاصة في ظل التصعيد الروسي ضد أوكرانيا".

أشار في هذا السياق إلى وجود تخوفات من قطع موسكو إمدادات الغاز عن بعض أو كل الدول الأوروبية في ظل الصراع الجاري حالياً، إذ تخشى بعض الدول الأوروبية من أن تؤدي فرض عقوبات قاسية على موسكو إلى إلحاق الضرر باقتصاداتها لأنها قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقطع أو تقليص إمدادات الغاز منتصف الشتاء.

تحصل أوروبا على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، فيما يمر نحو ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

كذلك أشار باكير إلى أنه "بخلاف العلاقات الثنائية سيكون هناك بحث للوضع الجيوسياسي والأمني في أفغانستان"، إذ لا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم "طالبان"، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، وخاصة احترام حقوق الإنسان، وعدم السماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في البلاد.

أضاف المحلل السياسي: "أعتقد أنه سيتم أيضاً بحث ملف المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الاتفاق النووي وربما يكون لقطر دور ما لتلعبه، لاسيما وأن بعض المؤشرات توحي مؤخراً بأن هناك محاولة للتوصل لاتفاق في ظل ظروف صعبة توجهها المفاوضات بين الطرفين".

كانت الجولة الأخيرة من المحادثات بشأن الملف النووي، قد تركزت على رفع العقوبات عن طهران من قبل الإدارة الأمريكية السابقة، عقب الانسحاب الأحادي الجانب في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

"إنجاز للدبلوماسية القطرية"

تُعد زيارة أمير قطر هذه هي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، كما أنها الأولى لزعيم خليجي إلى البيت الأبيض في العهد الجديد.

فخلال عامٍ منذ توليه الحكم، أجرى بايدن اتصالات متعددة بأمير قطر، كان أبرزها اتصال بحث فيه آخر المستجدات في أفغانستان، وقدم فيه شكره لقطر لدورها في عمليات إجلاء أمريكيين.

في هذا الصدد رأى باكير أن "دعوة أمير قطر لزيارة واشنطن إنجاز كبير للدبلوماسية القطرية"، وأوضح أن الدعوة تدل على أن "واشنطن في عهد بايدن تُولي أهمية كبرى للدور الذي استطاعت قطر أن تلعبه ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي وإنما على المستوى الدولي أيضاً في ملفات صعبة وذات طابع اقتصادي وسياسي وأمني في نفس الوقت".

أضاف باكير: "يبدو أن التعويل على قطر يزداد من قبل واشنطن، وهو دليل على أهمية الدوحة بالنسبة للولايات المتحدة، لذلك أعتقد أنه في ظل وجود دول مثل السعودية والإمارات، فالدور الذي تلعبه قطر يميزها بشكل كبير عن باقي الدول، خاصة على مستوى منظومة دول التعاون الخليجي أو على المستوى العربي والإقليمي".

يُذكر أنه خلال العام الأخير، كان لافتاً التقارب الكبير بين واشنطن والدوحة، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الأفغانية، إذ كان للقطريين دور خاص في احتواء التطورات التي أعقبت سيطرة حركة طالبان على الحكم منتصف أغسطس/آب 2021.

حالياً تستضيف الدوحة مفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تحكم أفغانستان؛ في مسعى لإيجاد مقاربة دولية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.

تحميل المزيد