أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية، يحيى سريع، مساء الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، عن تنفيذهم عملية عسكرية جديدة داخل دولة الإمارات، موضحاً أنه سيتم كشف تفاصيلها خلال ساعات.
حيث قال سريع، في تغريدة عبر "تويتر": "بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية خلال الساعات القادمة للإعلان عن تفاصيل عملية عسكرية واسعة في العمق الإماراتي"، وفق قوله.
بينما لم يذكر المتحدث باسم جماعة الحوثي مزيداً من التفاصيل.
إلا أن يحيى سريع كان قد هدَّد، يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022 باستهداف معرض إكسبو 2020 المقام في إمارة دبي.
الرد الإماراتي
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته جماعة "الحوثي" تجاه أراضيها دون خسائر، دون تعليق حوثي فوري على الأمر.
بينما لم ينجم عن الهجوم "أية خسائر"، بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
البيان لفت إلى أن "بقايا الصاروخ الباليستي سقطت خارج المناطق المأهولة بالسكان"، مؤكداً أن "القوات الجوية وقيادة التحالف العربي نجحتا في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن"، دون تفاصيل أكثر.
كذلك أكدت هيئة الطيران المدني الإماراتية أن الحركة الجوية تسير بالشكل المعتاد، ولا تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة لهجوم الحوثيين.
يشار إلى أن جماعة "الحوثي" بدأت مؤخراً بشن هجمات على مصالح ومواقع إماراتية، بدأتها في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة غربي اليمن، ثم هجوماً بمسيرات وصواريخ باليستية على أبوظبي في 17 من الشهر ذاته.
كانت وزارة الدفاع الإماراتية قد أعلنت، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022 تدمير منصة إطلاق صواريخ باليستية في اليمن، فيما أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية عن بدء عملية عسكرية ضد الحوثيين بمحافظة الجوف اليمنية.
انفجارات غير مؤكدة
هذا الإعلان الحوثي الجديد يأتي بعد ساعات من تداول شائعات حول سماع أصوات انفجارات في أبو ظبي ودبي، تزامناً مع زيارة قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أبوظبي.
من جانبه، قال مكتب الرئيس الإسرائيلي، في بيان، إن هرتسوغ سيواصل زيارته للإمارات، مضيفاً: "جرى اطلاع الرئيس على تفاصيل الواقعة. ولم يكن ثمة خطر، ولا يوجد خطر على الرئيس والوفد المرافق له".
كانت إمارة أبوظبي قد شهدت، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني، انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص (باكستاني وهنديين) وإصابة 6 آخرين، فيما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجمات.
يذكر أن الحوثيين اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة بدون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباطها، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.
بينما كثف التحالف مؤخراً ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين بعدة محافظات بينها صنعاء.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.