“الغرب يدفعنا لأحضان الصين”.. دبلوماسي روسي يحذِّر من تداعيات التوتر بين موسكو والناتو

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/30 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/30 الساعة 19:43 بتوقيت غرينتش
مستويات التعاون بين روسيا والصين توسعت بشكل كبير خلال العقد الأخير، أرشيفية/ رويترز

قال أندريه كيلين، السفير الروسي في المملكة المتحدة، إن الغرب يدفع بهم دفعاً إلى "أحضان الصين"، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى تعزيز روابطها ببكين وإقامة علاقات جديدة معها، لا سيما أن البلدين يواجهان توترات مشتركة مع الحلفاء الغربيين، طبقاً لما أوردته صحيفة The Sunday Times البريطانية، السبت 29 يناير/كانون الثاني 2022.

حيث ألقى كبير دبلوماسيي موسكو في لندن باللوم على الغرب في دفع البلدين (روسيا والصين) إلى الاصطفاف معاً، منوهاً إلى أن شعور التهديد سيقرِّبهما إلى بعضهما.

كيلين أضاف أن الكرملين يريد تعزيز التعاون الاقتصادي مع "الشريك الواعد" بكين، وسيشمل ذلك تصدير كميات أكبر من الغاز والنفط إلى الصين.

بينما نفى السفير الروسي ما يُقال عن مخاوف روسيا من فرض عقوبات تحول دون تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2″، الذي أُقيم لنقل الغاز من سيبيريا الروسية إلى ألمانيا، مشدّداً على أن الشركات الخاصة والأوروبيين هم الطرف "الخاسر" إذا أُلغي المشروع الذي بلغت قيمة إنشائه 11 مليار دولار.

في حين أشار كيلين إلى أن بريطانيا وروسيا "تتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة"، قبل أن يستدرك بالقول: "لكن لدينا الآن علاقات أفضل مع الصين، فهذه الفترة ربما تكون أحسن فترة شهدتها العلاقات بيننا".

كما تابع بالقول: "كلما فرض حلفاء الناتو، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة، مزيداً من الضغوط علينا.. وقدراً من الضغوط نفسها على الصين أيضاً، أزدادُ ثقةً بأنهم سيدفعوننا إلى أن نكون أقرب إلى بعضنا".

لكن كيلين عارض الرأي السائد لدى الحكومة البريطانية بأن خط الأنابيب يمكن استخدامه "ورقةً للضغط" على روسيا كي توقف غزوها المزمع لأوكرانيا.

كان بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، قال في تصريحات أثناء زيارته إلى العاصمة الألمانية برلين الأسبوع الماضي: "أعتقد أن خط الأنابيب نورد ستريم 2 هو أحد أوراق الضغط القليلة التي يمكن أن يكون لها تأثير فارق"، وبعد ساعات، هددت الولايات المتحدة بوقف أي خطط لتشغيل خط الأنابيب، دون أن توضح سبيلها إلى ذلك، في حين اكتفت ألمانيا بالقول إنها لا تستبعد فرض عقوبات على المشروع.

تعاون الاقتصادي أكبر

أما بشأن الكيفية التي قد تتنامى بها العلاقات بين موسكو وبكين، قال كيلين: "أولاً، سيكون التعاون الاقتصادي أكثر بكثير. ويمكنني الإشارة هنا، على سبيل المثال، إلى تزويد روسيا للصين بالغاز والنفط، فالصين شريك متعطش للغاية، لأن لديه سوقاً ضخمة وتحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة".

الصداقة بين الرئيس الروسي ونظيره الصيني مقلقة لأمريكا/رويترز

فيما أردف: "إن زيادة عدد خطوط أنابيب الغاز من روسيا إلى الصين، بدلاً من أوروبا، ستكون أكثر ربحية وأرسخ استقراراً وهدوءاً لروسيا من التعامل مع الأمور المتعلقة بخط الأنابيب هذا [بين روسيا وألمانيا]"، لافتاً إلى أن بلاده لديها بالفعل خط أنابيب واحد إلى الصين، وخط آخر اتفق البلدان على إقامته، وتريد الصين استكمال إنشائه".

كذلك أكَّد المسؤول الروسي أن "الصين شريك واعد جداً في هذا النشاط الاقتصادي، ويتمتع بسوق هائلة".

إلا أنه حذّر من أن توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشكل أكبر سيوجه "ضربة قاسية" للأمن الأوروبي، متابعاً: "إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيعزز هذا التوسع الأمن أم يقوضه، ونحن من جانبنا نرى أن هذا الأمر سيوجه ضربة للأمن في أوروبا ولنا في روسيا على وجه الخصوص".

لقاء بين الرئيسين الروسي والصيني

في سياق متصل، قال الكرملين، يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني، إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ سيقضيان "كثيراً من الوقت" في مناقشة الأمن في أوروبا، وقائمة المطالب التي تقدمت بها موسكو للغرب، وذلك خلال لقائهما المرتقب خلال أيام.

إذ سيسافر بوتين إلى الصين لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين يوم الرابع من فبراير/شباط، وسط مواجهة متوترة مع الغرب بسبب أوكرانيا.

بكين ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة خلال شهر فبراير 2022/ الأناضول
بكين ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة خلال شهر فبراير 2022/ الأناضول

من المقرر أن تراقب واشنطن، وغيرها من الدول، هذه المحادثات عن كثب بحثاً عن دلائل تفسر الاتجاه الذي تسير فيه العلاقات الروسية الصينية، والتي أصبحت أكثر تقارباً مع تدهور علاقات البلدين مع الغرب.

بدوره، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين: "في هذه المرة أعتقد أن كثيراً من الوقت سيخصص لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الدولية، ومنها الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا، والضمانات الأمنية لروسيا، والأمن في أوروبا، والحوار بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، والمشكلات الإقليمية".

على الجانب الآخر، أشار مصدر دبلوماسي بريطاني إلى أن الصين وروسيا مختلفتان أيديولوجياً، وبينهما فوارق كبيرة من الناحية الاقتصادية والمالية، مضيفاً أن "الصين لا ترى روسيا شريكاً على قدم المساواة معها".

لكن آخر البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك في الصين تشير إلى ارتفاع غير مسبوق في مستويات التجارة بين الصين وروسيا؛ فقد بلغ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 146.88 مليار دولار، بزيادة بلغت نسبتها نحو 36% على العام السابق.

في حين اتخذت الصين خطوة غير عادية، يوم الخميس 27 يناير/كانون الثاني، بإعلان دعمها السياسي لروسيا في النزاع مع أوكرانيا والقوى الغربية، فقد أشار وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، إلى "مخاوف أمنية مشروعة" لموسكو في مكالمة مع مسؤولين أمريكيين.

تحميل المزيد