كشفت صحيفة "دي تسايت" الألمانية يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022 عن استهداف هاتف المذيعة اللبنانية غادة عويس باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، بسبب انتقادها للسعودية، مضيفة أن الأدلة التي اطلعت عليها تشير إلى تورط أمير سعودي في القضية.
حيث قالت الصحيفة في تقرير لها، إنه تم استهداف الهاتف المحمول للصحفية اللبنانية غادة عويس (44 عاماً)، المذيعة بقناة الجزيرة القطرية، في 15 أبريل/نيسان 2020، من خلال رسالة على واتساب من مرسل مجهول في المغرب، ما أدى إلى تعطل نظام الهاتف، ليتبين لاحقاً أن السبب هو بالفعل برنامج تجسس، وفق ما قال موقع إذاعة صوت ألمانيا، دويتش فيله في تقريره حول الأزمة.
اختراق هاتف غادة عويس
أشارت صحيفة "دي تسايت" الألمانية إلى أن المخترقين تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن 43.32 ميغابايت من البيانات الشخصية على الهاتف، ليتم بعد ذلك نشر صور شخصية خاصة لعويس على الإنترنت، لتصبح ضحية تشهير، في خطوة وصفها ضابط عسكري سعودي بـ"الثأر"، بحسب الصحيفة، ما أغرق عويس في "أزمة وجودية"، وفقاً للتقرير.
كذلك فقد أكدت الصحيفة أنها تمكنت من الاستماع إلى تسجيلات لمحادثات داخلية للمشاركين في قضية التجسس على غادة عويس، بالإضافة إلى صور وتحويلات مالية وتذاكر طيران، تشير إلى تورط أمير من العائلة الملكية السعودية في القضية، "ما يوحي بأن هدف الهجوم كان محاولة إسكات عويس كوجه بارز لقناة الجزيرة بسبب انتقادها للسعودية".
خطة لاستهداف غادة عويس
فيما قالت "دي تسايت" إنه تم وضع خطة استهداف هاتف عويس ونشر صورها على مأدبة عشاء في "Billionaire Club" (نادي المليارديرات) بفندق تاج دبي الفاخر، في يوم سبت أواخر نيسان/أبريل 2019.
كانت الخطة تتضمن نشر صور عويس، التي ستسرق من هاتفها المخترق، في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من مؤيدي ومؤيدات السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى. وذكرت الصحيفة أنها توصلت إلى هذه المعلومات من خلال محادثة هاتفية بين امرأتين أمريكيتين شاركتا في العملية.
كذلك وبحسب الصحيفة، فإن إحدى الامرأتين قالت إن اثنين من موظفي شركة "DarkMatter"، وهي شركة للأمن السيبراني مقرها في الإمارات، كانا حاضرين تلك الليلة، بالإضافة إلى شخص مقرب من سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، والذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلاً عن حضور الأمير سطام بن خالد آل سعود.
في حين ذكرت "دي تسايت" أن أمريكية مشاركة في العملية، واسمها شارون كولينز، قالت في محادثة هاتفية إن الأمير سطام بن خالد آل سعود هو الذي دفع الأموال للذين خرقوا هاتف عويس. وأشارت الصحيفة إلى أن كولينز، التي تعيش في فلوريدا وتعمل محللة في شركة عقارات، تؤيد ترامب والسعودية وسبق لها أن زارت السعودية والتقت سعود القحطاني.
إيصالات تحويل أموال
في سياق ذي صلة، كشفت الصحيفة أن لديها إيصالات لخدمة تحويل الأموال "باي بال" (PayPal)، قيمة كل منها 2500 دولار، تلقتها كولينز شهرياً لفترة، مقابل تطوير شبكة في أمريكا لتقديم السعودية كدولة ذات رؤية في الخليج وتشويه سمعة عويس.
بعد أربعة أيام من اختراق هاتف عويس، نشر حساب لمجهول على تويتر يسمى "@uncareer1" عدة صور لعويس مع أصدقاء لها وهي تدخن وتشرب الكحول؛ لتبدأ حسابات موالية للسعودية على تويتر بنشر الصور.
يذكر أنه وبحسب محامي عويس، تمكن مجهولون من الوصول إلى 5207 ملفات على هاتفها المحمول. أما عويس فقالت لـ"دي تسايت" إنها مرت بفترة من "التعذيب النفسي" بعد نشر الصور، مشيرة إلى أن تداعيات قرصنة هاتفها كانت تفوق أي شيء واجهته من قبل. وأضافت: "كانوا يريدون إهانتي وإذلالي"، وتابعت: "حتى يومنا هذا، أفكر في جمال (خاشقجي). هل أكون أنا التالية؟".