كشفت صحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، أنَّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، تزويده ببرنامج "بيغاسوس" التجسسي مقابل السماح لطائرات إسرائيل بالتحليق في الأجواء السعودية، وذلك خلال محادثة هاتفية بينهما حينما كان الأخير رئيساً للوزراء.
فيما قالت الصحيفة ذاتها، إن تل أبيب قررت لاحقاً تزويد محمد بن سلمان بهذا البرنامج المثير للجدل وكثير من الانتقادات، مشيرة إلى أنه جرى استخدامه بالفعل في ملاحقة مواطنين سعوديين، وله دور في اغتيال الصحفي المغدور جمال خاشقجي.
بينما سمحت الرياض للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجواء المملكة لأول مرة.
حيث منحت تل أبيب في عام 2017، رخصة "بيغاسوس" إلى الوكالة الأمنية السعودية الخاضعة لمحمد بن سلمان، ومنذ هذه اللحظة قامت مجموعة صغيرة من قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي تتعامل مع نتنياهو مباشرة، بتبادل الرسائل مع السعوديين "مع اتخاذ كل الترتيبات الأمنية".
بحسب صحيفة New York Times الأمريكية، كانت رخصة تصدير "بيغاسوس" إلى السعودية ستنتهي، وتجديدها قرار لوزارة الدفاع الإسرائيلية. ولكنها رفضت، بسبب ما قالت إنه انتهاك سعودي لشروط العقد.
تجديد رخصة البرنامج التجسسي
على أثر ذلك، قرر الأمير محمد بن سلمان الاتصال مباشرة بنتنياهو، مطالباً بتجديد رخصة البرنامج التجسسي، وفقاً للصحفية ذاتها.
فقد كان الحفاظ على رضا السعوديين أمراً مهماً لنتنياهو، الذي كان في خضم مفاوضات دبلوماسية سرية كان يعتقد أنها ستعزز استمراره في السلطة، وذلك رغم التداعيات التي خلفها اغتيال خاشقجي عام 2018.
يشار إلى أن 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، كانت قد وقَّعت عام 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دول عربية.
تلك الاتفاقيات أثارت غضباً شعبياً عربياً واسعاً، في ظل استمرار احتلال إسرائيل أراضي في أكثر من دولة عربية، ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة، وانتهاكاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني.
اختراق الهواتف الجوالة
جدير بالذكر أن برنامج "بيغاسوس" يعمل على أساس اختراق الهواتف الجوالة، من خلال رسائل خبيثة.
بينما تسبب برنامج التجسس الإسرائيلي بفضائح عالمية، الصيف الماضي، بعد اكتشاف استخدامه في التجسس على سياسيين وصحفيين وناشطين.
نتيجة لذلك، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية شركة (إن.إس.أو) المنتجة له على القائمة السوداء في نوفمبر/تشرين الثاني، في ضربة كبيرة لآفاق التصدير للشركة، مؤكدةً أنها باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها فيما بعد لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وغيرهم.
بخلاف ذلك، أقامت أيضاً شركة آبل دعوى قضائية ضد (إن.إس.أو)، قائلة إنها انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال اختراق البرنامج الإلكتروني المثبت في أجهزة آيفون.
أيضاً واجهت الشركة ذاتها إجراءات قانونية أو انتقادات من مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، ومن ألفابيت المالكة لـ"جوجل" ومن شركة سيسكو سيستمز.