قال بهاء الحريري شقيق الزعيم السني اللبناني سعد الحريري، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إنه سيواصل مسيرة والده، رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وذلك بعد أيام من إعلان شقيقه تعليقه مشاركته في الحياة السياسية بالبلاد التي تعيش أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة.
في رسالة مسجلة نقلتها وكالة "رويترز" للأنباء، أكد بهاء الحريري: "سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليه".
كما أضاف: "سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، مشيراً إلى أنه سيكون في لبنان قريباً.
يُذكر أن شقيقه سعد، الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات، كان قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع، اعتزاله الساحة السياسية اللبنانية، مما يعني بدء مرحلة جديدة في النظام السياسي الطائفي بلبنان.
قرار سعد الحريري
الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، قال الحريري في كلمة بثها التلفزيون: "نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة".
كما أضاف الحريري: "منع الحرب الأهلية فرض عليَّ تسويات جاءت على حسابي".
كذلك، طلب الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، من حزبه تيار المستقبل عدم الدفع بأي مرشحين في الانتخابات.
سعد الحريري شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات منذ أن ورث العباءة السياسية لوالده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005. لكن رغم أنه لايزال يُعد السياسيَّ السنيَّ صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته، فقد تضاءلت حظوظه السياسية في السنوات الأخيرة مع إضعاف موقعه بسبب فقدان الدعم السعودي.
زلزال سياسي
بحسب مراقبين فإن إعلان الحريري قد يصبح زلزالاً سياسياً في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي، وصفه البنك الدولي بأنه واحد من أشد الأزمات التي سجلها العالم على الإطلاق.
لم يصرح الحريري علانية بعدُ بأي أسباب للمقاطعة المحتملة، على الرغم من أن مصادر سياسية تقول إنه أعرب عن سخطه مما وصفه بأنه إعاقة لجهوده السابقة للحكم.
إذ قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، لـ"رويترز"، إنه "أصبح من المعروف الآن أنه لن يرشح نفسه" في الانتخابات البرلمانية. وقال: "ومع ذلك، لا يزال الباقي قيد المناقشة حتى الآن".
فازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفاؤها بالأغلبية في انتخابات 2018، ويأمل خصومها تغيير هذا الوضع في التصويت المقرر إجراؤه في مايو/أيار. وتقول الدول الغربية إن الانتخابات يجب أن تتم في موعدها.
بينما يقول بعض المحللين إن مقاطعة أكبر حركة سنية في لبنان، والتي من شأنها أن تفضي إلى حالة من الفوضى بالمشهد السياسي السني، قد تؤدي إلى دعوات للتأجيل.
نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير جريدة النهار، قال: "أتوقع سماع أصوات تطالب بتأجيل الانتخابات، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستؤجل".
بينما قال مهند حاج علي، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن مقاطعة الحريري "تسحب البساط من العملية برمتها، وستزيد من التكهنات بأن ذلك قد لا يحدث".