أردوغان يصف الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا بـ”الحماقة” ويقترح وساطة تركية لحل الأزمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/27 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/27 الساعة 06:59 بتوقيت غرينتش
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان - رويترز

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، أنه من "الحماقة" أن تهاجم روسيا أوكرانيا، مشيراً إلى أن بلاده في تلك الحالة ستقوم بما يلزم باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي.

أردوغان قال في مقابلة، مع محطة (إن.تي.في) التلفزيونية، إنه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، في إطار اقتراح لاستضافة الجانبين لاعتماد طريق الدبلوماسية والسلام، مشيراً إلى أنه يتوقع رداً من موسكو، وأضاف أردوغان أن هناك حاجة لحوار شامل يعالج بعض مخاوف روسيا الأمنية، بينما يوضح لموسكو أن بعض مطالبها غير مقبولة.

تركيا تقترح وساطتها 

كما أعرب أردوغان عن أمله بألا تهاجم روسيا أوكرانيا عسكرياً، معتبراً أن خطوة من هذا القبيل ستكون عملاً أحمق بالنسبة لروسيا أو للمنطقة على حد سواء، وتابع الرئيس التركي: "ثمة حاجة لحوار يرعى السمع لروسيا ويزيل مخاوفها الأمنية المنطقية".

كما أكد أن بلاد مستعدة لعمل كل ما هو ضروري، وقد نقلت هذه الرسائل إلى الرئيس بوتين والرئيس (فولوديمير) زيلينسكي، مشيراً  إلى أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تدركان صدق تركيا وحسن نيتها.

وأضاف أردوغان أن الأزمة يجب أن تحل "مع تجنب استخدام القوة… نأمل أن تنجح مبادرة حلف شمال الأطلسي في هذا الصدد".

فيما كشف أردوغان عن زيارة مرتقبة له لرئيس أوكرانيا زيلينسكي في أوائل فبراير/شباط لمناقشة الأزمة وسيجتمع أو يتصل ببوتين قريباً.

ويشار إلى أن تركيا عرضت الوساطة في الأزمة لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني، وقالت مصادر دبلوماسية الأسبوع الماضي إن كلا من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على أن تلعب تركيا دوراً في حل الأزمة.

وتتمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع كل من كييف وموسكو، لكنها تعارض السياسات الروسية في سوريا وليبيا، فضلاً عن ضمها شبه جزيرة القرم في 2014. وباعت تركيا أيضاً طائرات مسيرة متطورة لأوكرانيا، مما أثار غضب موسكو.

تركيا روسيا أوكرانيا أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين/رويترز

حشود روسية قرب أوكرانيا

كان حشد القوات الروسية في روسيا البيضاء وقرب جارتها أوكرانيا، وهي جمهورية سوفييتية سابقة، قد أثار مخاوف من أن روسيا تخطط لشنِّ هجوم جديد على أوكرانيا. وضمَّت روسيا منطقة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، ودعمت انتفاضة موالية لروسيا في شرق أوكرانيا، فيما تنفي موسكو وجود أي خطة من هذا القبيل، لكنها تقول إنها قد تتخذ تدابير "عسكرية تقنية" غير محددة ما لم تتم تلبية مطالبها، وأوضحت واشنطن بالفعل علناً أن بعض هذه المطالب غير قابلة للتحقيق.

أما بخصوص مطالب روسيا، فهي تتمثل في حظر انتشار الناتو بالدول التي انضمت إلى التحالف العسكري الغربي بعد عام 1997، ما لم يوافق الكرملين عليه.

في حال وافق الناتو على المقترحات التي قدَّمها الكرملين فسيتعين عليه سحب جنوده ومنظومات دفاعه الصاروخية من بولندا ورومانيا، وكذلك من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

سيصبح الناتو ملزماً علناً بالتنصل من وعدٍ قطعه عام 2008 بأنه سيسمح لأوكرانيا وجورجيا يوماً ما بالانضمام إلى الحلف. وقال بوتين (69 عاماً) إن روسيا ستعتبر قبول أوكرانيا في الناتو تهديداً لأمنها القومي.

فيما هددت روسيا بأنها قد "تضطر" إلى نشر صواريخ نووية متوسطة المدى على حدودها الغربية مع أوروبا إذا رُفضت مطالبها.

اقتراب غزو أوكرانيا

وفي وقت سابق قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني، إن كل المؤشرات تدل على إمكانية استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوة ضد أوكرانيا منتصف فبراير/شباط 2022.

شيرمان صرحت خلال محادثة افتراضية استضافها منتدى "استراتيجية يالطا الأوروبية": "لا أعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قراره النهائي (بغزو أوكرانيا)".

قبل أن تستدرك بالقول: "لكننا بكل تأكيد نرى كل المؤشرات تدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما الآن أو بحلول منتصف فبراير/شباط".

تحميل المزيد