كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، أن نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيزور تركيا فبراير/شباط القادم، وفق ما صرح به في مقابلة مع قناتي "NTV" و"Star TV" المحليتين.
إذ أشار أردوغان إلى أن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات المتعلقة بالتعاون شرقي المتوسط، وتركيا بدورها مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة أيضاً معها. وذكر أن هرتسوغ سيقوم بزيارة تركيا خلال النصف الأول من فبراير، دون تحديد اليوم.
كما أوضح أردوغان أن مرحلة جديدة في علاقات تركيا وإسرائيل ستبدأ مع تلك الزيارة. وشدّد على أن أنقرة تعتبر زيارة الرئيس الإسرائيلي "تطوراً إيجابياً".
دور تركيا في شرق المتوسط
حول رأيه في سحب الولايات المتحدة دعمها عن مشروع خط أنابيب "إيست ميد" لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، قال أردوغان إن واشنطن انسحبت لأنها لم تر في المشروع ما كانت تتوقعه من حيث التكلفة والفائدة التي ستعود عليها.
من جهة ثانية، أكّد أردوغان أن الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع ليبيا لترسيم الحدود البحرية في المتوسط مهد لاتخاذ خطوات مهمة من قبل رجال الأعمال الأتراك في هذا البلد.
كما تابع أنه "لا يمكن أن ينجح أي مشروع إقليمي يتجاهل تركيا في شرق البحر المتوسط، ونحن رأينا هذه الحقيقة بالفعل في منطقتنا وأكدنا على ذلك بشكل صريح".
فيما لفت إلى أن مشروع "إيست ميد" لم يكن واضح المعالم، ويفتقر لأي جدوى تقنية أو تجارية، وقد طرحته إدارة جنوب قبرص الرومية واليونان بدوافع سياسية لإقصاء تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية في المنطقة.
بينما أعرب الرئيس التركي عن ترحيب أنقرة برؤية الولايات المتحدة أخيراً لهذه الحقيقة. وأضاف: "بالطبع نحن نؤيد التعاون الشامل والتقاسم العادل (للثروات) في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقلنا ذلك مراراً وتكراراً".
الرئيس التركي بيّن أن تركيا اقترحت في هذا الصدد عام 2020 عقد مؤتمر شامل حول شرقي المتوسط، لكن لم تكن هناك أي استجابة وهي لا تزال تنتظر.
منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعد تمنح الأولوية لمشروع "إيست ميد"، وأنها بدأت تعطي الأولوية للمشاريع القائمة على الطاقة المتجددة والكهرباء شرق المتوسط.
زيارة أردوغان إلى الإمارات
عن زيارته المنتظرة إلى الإمارات العربية المتحدة الشهر القادم، قال أردوغان إن العلاقات بين تركيا ودول الخليج اكتسبت زخماً في الفترة الأخيرة.
كما أوضح الرئيس التركي أن الديناميكيات الجديدة التي ظهرت في المنطقة كان لها دور مهم في هذا الإطار. وأشار إلى أن حل الخلاف الذي لا معنى له بين قطر ودول أخرى ساهم بشكل خاص في ظهور روح جديدة من التعاون في المنطقة.
فيما لفت إلى بدء حقبة جديدة تعطي الأولوية للحوار والمصالحة، وموقف تركيا المبدئي والقائم على حسن النية تجاه منطقة الخليج وسط هذه البيئة الجديدة، أصبح مفهوماً بشكل أفضل.