قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، إن كل المؤشرات تدل على إمكانية استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القوة ضد أوكرانيا منتصف فبراير/شباط 2022.
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس"، ومؤخراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.
تصريح المسؤولة الأمريكية
شيرمان صرحت خلال محادثة افتراضية استضافها منتدى "استراتيجية يالطا الأوروبية": "لا أعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قراره النهائي (بغزو أوكرانيا)".
قبل أن تستدرك بالقول: "لكننا بكل تأكيد نرى كل المؤشرات تدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما الآن أو بحلول منتصف فبراير".
المتحدثة نفسها صرحت بأن واشنطن "تدرك أن افتتاحية الألعاب الأولمبية ببكين ستبدأ في 4 فبراير/شباط، ومن المتوقع أن يحضرها الرئيس بوتين، لكن أعتقد أنه من المحتمل ألا يكون الرئيس الصيني شي جينبينغ، سعيداً إذا اختار بوتين تلك اللحظة لغزو أوكرانيا".
موسكو تتوعد
تصريحات البيت الأبيض تزامنت مع قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه إذا لم يكن هناك ردُّ بنَّاء من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف "الناتو" على المقترحات الأمنية التي قدمتها بلاده، فإن الأخيرة ستتخذ التدابير اللازمة، وذلك في عرض قدَّمه لأعضاء مجلس الدوما (النواب).
أشار لافروف إلى حدوث تغييرات جذرية على الساحة الدولية، مبيناً أن هذه التغييرات "ليست إيجابية".
المتحدث ذاته أوضح أن الغرب يحاول فرض قواعده الخاصة على المجتمع الدولي ويسعى لتقويض القانون الدولي.
كما تابع قائلاً: "الغرب ليس مستعداً لقبول حقائق العالم الجديد المتعدد الأقطاب، فهذا العالم بحاجة إلى مزيد من العدل والديمقراطية وليس لحكم دولة واحدة".
وأردف: "تحاول الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة معارضة التدفق الموضوعي للتاريخ وكسب مزايا أحادية الجانب لنفسها، دون الاهتمام بمصالح الدول الأخرى".
وزير الخارجية الروسي أشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا يحاولون تقويض موسكو من خلال فرض العقوبات وممارسة الضغوط.
ثم استطرد: "المناورات العسكرية الاستفزازية قرب حدودنا، ومحاولات ضم أوكرانيا إلى الناتو، وإرسال أسلحة إلى كييف، واستفزازات أوكرانيا المباشرة ضد روسيا، كلها أمور كافية لإثبات محاولات تقويض روسيا".
كذلك، أشار لافروف إلى أهمية تطبيق اتفاقيات مينسك بشأن قضية شرق أوكرانيا، داعياً الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى ممارسة ضغط على كييف للامتثال لهذه الاتفاقيات.
أما في تعليقه على التصريحات التي يدلي بها الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، فقال لافروف: "لا أعير تلك التصريحات أي اهتمام، بالنسبة لي ستولتنبرغ فقد صلته بالواقع".
بريطانيا تهدد بوتين "شخصياً"
فقد أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، الأربعاء، أنها "لا تستبعد فرض عقوبات شخصية" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا شنّت قوات بلاده هجوماً على أوكرانيا.
فقد نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن تروس، قولها: "سيتم تقديم تشريع جديد لجعل نظام العقوبات البريطاني أكثر صرامة؛ حتى نتمكن من استهداف مزيد من الشركات والأفراد في روسيا".
كما أضافت: "نحث روسيا على الكف عن أي توغل، ونوضح أنهم إذا فعلوا ذلك فستكون هناك تكلفة اقتصادية باهظة"، مؤكدةً أنه يتم حالياً توفير أسلحة دفاعية ودعم اقتصادي لأوكرانيا.
وتأتي هذه التصريحات بعد تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، استعداده لفرض عقوبات شخصية على نظيره الروسي بوتين، في حال شنت روسيا هجوماً على أوكرانيا.
خلال زيارة قام بها بايدن لمتجر صغير في واشنطن العاصمة، سألته صحفية عمّا إذا كان وارداً بالنسبة إليه أن يفرض عقوبات على بوتين شخصياً، فأجاب: "نعم، يمكن أن أنظر في ذلك".
وحذَّر بايدن من "عواقب هائلة" في حال قرر بوتين غزو أوكرانيا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، منها قناة "الحرة" الأمريكية.