قال البيت الأبيض، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، إنه سيستضيف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم 31 يناير/كانون الثاني المقبل، لإجراء محادثات مع الرئيس جو بايدن، تتناول قضايا أبرزها أمن الطاقة العالمي، وسط مخاوف بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال غزت روسيا أوكرانيا.
زيارة الشيخ تميم هي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، وسيكون أول زعيم خليجي يلتقي بالرئيس بايدن منذ وصوله للبيت الأبيض.
تأتي زيارة أمير قطر لأمريكا في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن مع الدول والشركات المنتجة للطاقة تحويلاً محتملاً للإمدادات إلى أوروبا، في حال غزت روسيا أوكرانيا.
في هذا الصدد، نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع -لم تذكر اسمه- قوله إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ناقش الأمر مع وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن، إذ تُعد قطر منتجاً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال في العالم.
من جانبها، قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان، إن اجتماع الشيخ تميم مع بايدن سيتيح للزعيمين فرصة لمناقشة "ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية".
من بين القضايا الأخرى التي سيناقشها الشيخ تميم وبايدن، "تعزيز الأمن والازدهار في الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه عام" و"دعم شعب أفغانستان"، وفقاً لساكي.
يأتي ذلك، بينما تشعر واشنطن بالقلق من غزو روسي محتمل لأوكرانيا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية وأوروبية على موسكو، فيما قد يدفع موسكو إلى وقف إمدادات الغاز إلى أوروبا.
بدوره، قال موقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، إن اعتماد أوروبا على روسيا للحصول على نحو 40 بالمئة من الغاز الطبيعي، يقوّض جهود الرئيس بايدن للتنسيق لعقوبات كبيرة على موسكو، في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
أضاف الموقع أن أمريكا تريد من قطر المساعدة في ضمان أن الدول الأوروبية لن تخاطر بحدوث أزمة طاقة لها في حال فرضت عقوبات صارمة على موسكو.
تهدف زيارة الشيخ تميم إلى أمريكا أيضاً إلى تقوية العلاقات مع واشنطن التي تعززت منذ أن استضافت الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
لعبت الدوحة دوراً محورياً في جهود الإجلاء أثناء الانسحاب الأمريكي، كما أصبحت قطر الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان، التي تخضع الآن لحكم حركة طالبان.
من المتوقع أيضاً بحسب ما قاله مصدران مطلعان لوكالة رويترز، أن يبحث الشيخ تميم وبايدن أيضاً جهود القوى العالمية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي تربطها بالدوحة علاقات، فضلاً عن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
طائرات بوينغ الأمريكية
تتزامن زيارة أمير قطر لأمريكا مع خلاف متصاعد بين الخطوط الجوية القطرية، وشركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، وهي الشركة المنافسة لبوينغ الأمريكية.
كانت إيرباص قد ألغت طلبية للخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات بعد أن رفعت شركة الطيران القطرية دعوى قضائية ضدها للحصول على أكثر من 600 مليون دولار، بسبب عيوب في الطلاء والأسطح تقول الشركة إنها أجبرتها على إيقاف 21 طائرة إيه350.
كما استبعدت الخطوط القطرية إيرباص من محادثات لشراء طائرات شحن جديدة، وقالت إنها تدرس عرضاً مغرياً من بوينغ لإطلاق نسخة شحن مقترحة من الطائرة 777إكس.
وكالة رويترز نقلت عن مصدرين قولهما إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق الأسبوع القادم على أقرب تقدير، عندما يزور الشيخ تميم واشنطن، لتجديد أسطول قطر الحالي الذي يضم حوالي 34 طائرة شحن بالنسخة الجديدة 777إكس، غير أنهما أشارا إلى أن المحادثات ما زالت جارية.
يُذكر أن أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية قد أشار علناً إلى استعداده لدراسة شراء ما يصل إلى 50 طائرة شحن.