يواجه 3 من أفراد الشرطة الفرنسية تهماً بالقتل في باريس، بعد تسببهم في وفاة مواطن أثناء عملية اعتقال، شابهت على حد كبير مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد الشرطة في أمريكا وأحدثت ضجة كبيرة.
صحيفة لوموند الفرنسية قالت، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، نقلاً عن تقرير الخبرة الطبية، إن رجل التوصيل سيدريك شوفيا توفي على أيدي ثلاثة من أفراد الشرطة وسط العاصمة باريس، عقب توقيفه في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
في تحقيق جديد بالقضية، قال 5 خبراء معيّنين من قاضي التحقيق في وثيقة مؤرخة في 8 يناير/كانون الثاني 2022، إن "وفاة المواطن سيدريك شوفيا جاءت نتيجة ارتباط متزامن لعوامل عدة وقعت لحظة الاعتقال، وأدت إلى اختناق الضحية نتيجة عدم وصول الأوكسجين إلى الدماغ".
وأوضحت الصحيفة أن "ملابسات الوفاة بدأت أثناء عملية تفتيش صاخبة وغير اعتيادية بالقرب من برج إيفل، تخللها نوع من الصراع بين أفراد الشرطة والمواطن شوفيا (42 عاماً) انتهى بدفعه مع خوذة دراجته النارية على رأسه، ما أفقده التوازن وسقط أرضاً. ونُقل على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة لتُعلن وفاته بعد ذلك″.
وبحسب الخبراء، فإن الوفاة بدأت منذ اللحظة التي لم يجد فيها الضحية، الذي كان يعاني السمنة وخوذته على رأسه، فرصة للحركة بعدما وجد نفسه ملقى على بطنه وأفراد الشرطة فوق ظهره.
وأضاف الخبراء أن الضحية عانى عنفاً من أحد أفراد الشرطة الذي ضغط بساعده على رقبته القصيرة لكي يرغمه على وضع ذراعيه إلى الخلف.
كما ذكر الخبراء أن "حادث موت سيدريك شوفيا وهو ملقى على الأرض ناجم عن حركة الساعد الذي كان يمر ذهاباً وإياباً تحت الذقن، والذي من شأنه أن يتسبب في سحق ميكانيكي للقصبة الهوائية والشريان السباتي". وهو ما كُشف عنه من خلال الكسور التي رُصدت على مستوى رقبة الضحية.
تهمة القتل غير العمد
ووُجهت تهمة "القتل غير العمد" إلى ثلاثة من ضباط الشرطة الأربعة الذين شاركوا في عملية توقيف سيدريك شوفيا، بينما وُضع رابع تحت صفة شاهد مساعد.
وأدانت أسرة الضحية "خطأ الشرطة الفادح" الناجم عن أساليب الاعتقال "الخطيرة" و"الخنق المتعمد من الخلف" وهي التقنية الأمنية التي تم حظرها الآن رسمياً في فرنسا.
ودعا أفراد الأسرة إلى إعادة تصنيف الحقائق على أنها "عنف متعمد أدى إلى الموت". وعندها ستكون جريمة يُعاقب عليها الجناة بأشد العقوبات الممكنة.
كما اتهم أقرباء الضحية الشرطة بعدم الرد بالسرعة الكافية على العلامات الواضحة لاختناق شوفيا، الذي قال 7 مرات "أنا أختنق" قبل أن يشعر بفقدان الوعي.
يُذكر أن مقتل سيدريك شوفيا على يد أفراد الشرطة تحوّل إلى قضية رأي عام في فرنسا.
وتشبه حادثة وفاة الرجل الفرنسي إلى حد كبير مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية في مايو/أيار 2020، والذي كان يصرخ أيضاً أثناء عملية اعتقاله "أنا لا أستطيع التنفس".