ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، أنّ المنافسة المحتدمة مع الإمارات لم تمنع المستثمرين السعوديين من ضخ أموالهم في الشركات التي تم إدراجها بأبوظبي، بينما يضعون أعينهم على الصفقات المحتملة في دبي أيضاً.
إذ بدأت علامات النزاع تظهر على العلاقة الودية تاريخياً بين البلدين، بالتزامن مع ضغط المسؤولين السعوديين على الشركات الدولية لفتح فروعها في الرياض بدلاً من دبي، فيما ردّت الإمارات بتخفيف القيود التجارية والثقافية؛ من أجل فرض نفسها كوجهةٍ أكثر جاذبية للحياة والعمل.
لكن ذلك لم يُقلل طلب المستثمرين السعوديين على سيل العروض العامة الأولية (الاكتتابات) في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال العام الماضي.
حيث حصل المشترون السعوديون على حصصٍ كبيرة في تلك الصفقات الأخيرة، كما سيتطلعون الآن إلى دبي بحسب كريستيان كابان، مدير أسواق رأس المال في شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بمصرف Bank of America.
أردف كابان: "نشهد الآن قيام مستثمرين سعوديين أكثر بالاستثمار في الإمارات، وهو أمرٌ مثيرٌ للاهتمام، لأننا لم نشهد ذلك من قبل. وقد تحدثنا كثيراً عن الأمر في السابق، لكنه لم يتحقق".
كما ذكّر بأن موجة اكتتابات عامة، حجمها 9.1 مليار دولار، قد اجتاحت المنطقة في العام الماضي.
لكن دبي، التي تُعتبر المركز التجاري للإمارات، تخلّفت عن ركب تلك الموجة بالكامل، ولهذا تسعى دبي الآن إلى سد الفجوة مع أبوظبي والرياض، وذلك من خلال خطة لإدراج 10 شركات مملوكة للدولة في البورصة ودعم سوقها المتقلص.
فيما تتمتع السعودية بقاعدةٍ ضخمة من المشترين بالتجزئة، بينما تمنح اكتتابات الإمارات فرصةً للمستثمرين من أجل تنويع محافظهم الاستثمارية.
تحمل دبي في جعبتها لهذا العام شركة سالك، الخاصة بالنظام الإلكتروني لتحصيل تعريفة المرور بالطرق في دبي.
كما نقلت وكالة Bloomberg الأمريكية أنّ هيئة كهرباء ومياه دبي كانت تخطط للقاء المستثمرين خلال الأسبوع الجاري، ومن بينهم صناديق معاشات وصناديق سيادية.
لكن اعتماد الإمارات على المستثمرين السعوديين قد جاء بنتائج عكسية من قبل.
حيث إنّ عملية إدراج "إعمار للتطوير" في البورصة عام 2017، خلال آخر اكتتابٍ ضخم لدبي، كادت تتعطّل في اللحظات الأخيرة، بسبب الاعتقالات واسعة النطاق في السعودية، والتي دفعت المستثمرين المحليين إلى التخلي عن التزاماتهم في آخر أيام البيع.
مع ذلك، من المستبعد أن تتسبب المنافسة بين الرياض ودبي وأبوظبي في التأثير على الغالبية العظمى من عمليات الإدراج بحسب جورج تراوب، الشريك الإداري في Lumina Capital Advisers. وأردف تراوب: "هذه منافسةٌ صحية للغاية وتُبشر بالخير في المستقبل".