أثار نشر أجهزة فحص أمنية صنعتها شركة صينية لها "علاقات عميقة" بالجيش الصيني في بعض أكثر المناطق حساسية في أوروبا تحذيرات وخشية واسعة من من استغلال بكين هذه المعدات للتحكم في بعض نقاط العبور الرئيسية بين الدول، أو الوصول لبيانات حكومية أو معلومات تهدد أمن القارة القومي.
بحسب وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية الخميس 20 يناير/كانون الثاني 2022، فإن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وأكبر موانئ أوروبا، والمطارات من أمستردام إلى أثينا، وحدود حلف شمال الأطلسي (ناتو) مع روسيا؛ تعتمد جميعها على المعدات التي تصنعها شركة "نوكتيك"، والتي سرعان ما أصبحت الشركة الرائدة في العالم، من حيث الإيرادات، لأجهزة المسح الضوئي الأمني للبضائع والمركبات.
وبالإضافة إلى أنظمة المسح الضوئي للأشخاص والأمتعة والبضائع، تصنع الشركة أجهزة الكشف عن المتفجرات والأجهزة المترابطة القادرة على التعرف على الوجه وقياس درجة حرارة الجسم وبطاقة الهوية أو تحديد التذكرة.
وعلى الرغم من تجميد "نوكتيك" في الولايات المتحدة لسنوات بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، إلا أنها حققت تقدماً عميقاً في جميع أنحاء أوروبا، حيث قامت بتثبيت أجهزتها في 26 من 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لسجلات المشتريات العامة والحكومة والشركات- بحسب أسوشيتد برس.
خوف من آثار "سلبية"
ويخشى عدد متزايد من مسؤولي الأمن وصناع السياسات الغربيين من أن الصين يمكن أن تستغل معدات "نوكتيك" لتخريب نقاط العبور الرئيسية أو الوصول غير المشروع إلى البيانات الحكومية أو الصناعية أو الشخصية من خلال العناصر التي تمر عبر أجهزتها.
حيث يزعم منتقدو "نوكتيك" أن الحكومة الصينية دعمت الشركة بشكل فعال حتى تتمكن من تقويض المنافسين، وتمنح بكين نفوذاً محتملاً على البنية التحتية الحيوية في الغرب؛ حيث تسعى الصين إلى ترسيخ نفسها كقوة تقنية عالمية عظمى.
من جانبه، قال بارت غروثويس، مدير الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الهولندية، إن "البيانات التي تتم معالجتها بواسطة هذه الأجهزة حساسة للغاية. إنها بيانات شخصية، بيانات عسكرية، بيانات شحن. قد تكون أسرار تجارية على المحك".
وترفض "نوكتيك" هذه المخاوف، وتؤكد أن عملياتها الأوروبية تتوافق مع القوانين المحلية، بما في ذلك الفحوص الأمنية الصارمة وقواعد خصوصية البيانات.
قال روبرت بوس، نائب المدير العام لشركة "نوكتيك" في هولندا، حيث تمتلك الشركة مركزاً للبحث والتطوير، إن الشركة ضحية لمزاعم لا أساس لها من الصحة قلَّصت حصتها في السوق في أوروبا إلى النصف تقريباً منذ العام 2019.
لكن يخشى المنتقدون أنه بموجب قوانين الاستخبارات الوطنية الصينية، التي تطالب الشركات الصينية بتسليم البيانات التي تطلبها وكالات أمن الدولة، لن تتمكن "نوكتيك" من مقاومة مطالبات بكين لتسليم بيانات حساسة حول البضائع والأشخاص والأجهزة التي تمر عبر الماسحات الضوئية.
يقولون إن هناك خطراً من أن تستخدم بكين وجود Nuctech في جميع أنحاء أوروبا لجمع البيانات الضخمة حول التدفقات التجارية عبر الحدود، أو سحب المعلومات من الشبكات المحلية، مثل قوائم الشحن أو معلومات الركاب، أو تخريب التدفقات التجارية في حال نشوب الصراع.