لقي طفل واحد على الأقل مصرعه في سوريا، بعد أن غطت عاصفة مخيمات للنازحين بالثلوج منذ أيام، وصاحبها انخفاض حاد في درجات الحرارة لحد التجمد، وهو ما فاقم من معاناة الآلاف من النازحين في الحرب السورية الدائرة منذ نحو عقد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخميس 20 يناير/كانون الثاني 2022، إن طفلاً توفي ودخلت أمه للعناية المركزة، بعد أن تسببت الثلوج في انهيار الخيمة التي كانا يعيشان بها في منطقة قسطل مقداد، إثر عاصفة هبت على المنطقة، في 18 يناير/كانون الثاني، وأضاف المكتب أن طفلين آخرين في المستشفى بسبب الصقيع.
فيما قال أبو أنس، في مخيم الزيتونة في شمالي سوريا، الذي فرت له أسرته من الغوطة الشرقية على مشارف دمشق، والتي دمرها الصراع "أول شي برد والأولاد تبكي، يعني ليلة مأساوية… لم أنم حتى الساعة 8 صباحاً كنت خائفاً من أن تنهار الخيمة على الأولاد".
كما أضاف بعد هبوب العاصفة على المنطقة "يعني حالة مأساوية ونرجو النظر لهذا الموضوع. الخيمة غير صالحة للسكن يعني حتى للحيوانات غير مقبولة… نحنا حالتنا سيئة".
وفي المخيم الذي يؤويه، وضع بعض الناس أحجاراً ليتمكنوا من المرور عبر برك المياه المنتشرة فيه.
فيما قالت الأمم المتحدة، التي حذرت من سيول بمجرد أن يبدأ الثلج في الذوبان، إن 362 خيمة تضررت في المنطقة، حتى 19 يناير/كانون الثاني، كما لحقت الأضرار بأكثر من 400 أسرة.
وقالت الأمم المتحدة إنه تم إجلاء أسر من مخيم في شمالي سوريا في أكثر المناطق تضرراً.
وقال أبو يزن، النازح من ريف حلب "نحنا صار لنا سنتين بالخيم لا نستطيع نروح ع بلادنا ولا شيء.. نعيش بخيم سفينة (ضعيفة) لا تتحمل الثلج.. معظم الخيام انهارت".
كما تسببت العاصفة في تعطيل سير الحياة الطبيعية في مناطق أخرى في سوريا. وأجّلت جامعات ومؤسسات تعليمية في مناطق تخضع لسيطرة الحكومة الامتحانات، كما تم إغلاق موانئ سورية مؤقتاً.
وتسببت الحرب في سوريا بمقتل مئات الآلاف، وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم، ما أدى لأسوأ أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
واستعادت الحكومة السورية، بدعم روسي، السيطرة على أغلب مناطق البلاد، ما دفع مؤيدي المعارضة للفرار لجيوب في شمالي البلاد.